في ظل استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وانطلاقًا من روح التضامن بين الشعبين السوري والفلسطيني، أطلقت "هيئة علماء فلسطين - فرع سوريا" (تجمع علماء مقره تركيا) حملة "كلنا غزة" لدعم أهل القطاع ماديًا ومعنويًا.
وأسفرت جهود الحملة عن "إنشاء مخيم إيواء في حي الشجاعية شرق غزة، يستوعب 150 عائلة، مزودًا بمرافق أساسية تلبي احتياجات السكان في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالمنطقة".
وقال رئيس "هيئة علماء فلسطين - فرع سوريا"، إسماعيل عزام، في حديثه لـ"قدس برس" اليوم الاثنين، إن "فكرة الحملة جاءت استجابة للوضع الإنساني المتدهور في غزة، وعقدنا ورشة عمل جمعت نخبة من الشخصيات الدينية والإعلامية والإغاثية، وتوصلنا إلى تشكيل مجلس إدارة للحملة، ومن ثم أطلقناها تحت اسم (كلنا غزة)".
وأوضح عزام أن "المخيم تم تجهيزه بالخيام والمرافق الخدمية، لتأمين المأوى والاحتياجات الأساسية للأسر المتضررة،وأن هذه ليست المرة الأولى التي يقدمون فيها الدعم لغزة، إذ نفّذوا عدة مشاريع إغاثية منذ بداية (طوفان الأقصى)"، مؤكدًا "استمرارهم في تقديم المساعدات رغم الظروف المعقدة".
ولفت إلى أن "الحملة واجهت تحديات، أبرزها انشغال الكوادر المشاركة بملفات أخرى بعد التطورات الأخيرة في الشمال السوري، ما أدى إلى تراجع التغطية الإعلامية للحملة مؤقتًا"، لكنه أكد أن "أهل سوريا أثبتوا، رغم قلة إمكاناتهم، أنهم دائمًا حاضرون لدعم فلسطين، ماديًا ومعنويًا".
من جانبه، أوضح رئيس "وقف القدس للتعليم والإغاثة" (مؤسسة وقفية تنموية مستقلة)، ياسر القادري، أن "مركز الإيواء يضم مسجدًا وتكية للطعام ونقطة طبية، إلى جانب حمامات عامة وبئر ماء لتوفير مياه الشرب وإنارة المخيم".
وأشار القادري في حديثه لـ"قدس برس"، إلى أن "الحملة تعمل على تنفيذ مشاريع إضافية، تشمل توزيع الطرود الغذائية، ووجبات إفطار الصائم، وتقديم مبالغ نقدية للعائلات".
وأضاف أن "90% من غزة تعرض للدمار، ولم يعد هناك مكان يعود إليه الناس، ما يجعل بقاءهم في مراكز الإيواء أمرًا حتميًا حتى انتهاء الحرب وبدء إعادة الإعمار".
وتوقّع القادري أن "تستمر هذه المخيمات بين سنة وثلاث سنوات، بسبب تعرض الخيام للعوامل الجوية"، مؤكدًا أن "الوضع الإنساني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم خاصة بعد قرار الاحتلال منع دخول المساعدات ما أدى لارتفاع فاحش في الأسعار، وتفاقم الأوضاع الانسانية".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ16 على التوالي، جريمته بمنع دخول المساعدات لقطاع غزة وإطباق الحصار وإغلاق المعابر، ما أثر على المستوى الإنساني والمعيشي والصحي، وظهور أولى مراحل المجاعة، بعد انعدام الأمن الغذائي لجميع سكان القطاع.
كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي كافة أنواع الخروقات الميدانية منها والسياسية والإنسانية والإغاثية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة منذ توقيعه في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، ولم يتوقف عن اختلاق المبررات والذرائع لذلك.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، وتتنصل قوات الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء العدوان.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت قوات الاحتلال مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهدد بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أميركي أوروبي ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.