من بلد مزّقته بشاعة الحرب وغطّاه رماد الدمار، سافرت ملكة جمال لبنان، ندى كوسا إلى المكسيك، لتنقل إلى العالم بأسره رسالة حب وتفاؤل من خلال مشاركتها في حفل انتخاب ملكة جمال الكون، متحدّيّة الصعوبات والأحزان، رافعةً راية السّلام بشموخٍ وعزّة بإطلالتها الراقية، وابتسامتها المشرقة التي تبعث شعوراً بالفرح والأمل في النفوس.
سفيرة السّلام ومُبلسمة الصحّة النفسيّة
ندى كوسا، ابنة بلدة رحبة العكّاريّة في شمال لبنان، والبالغة من العمر 26 عاماً، تحمل راية الصمود وقدرة الشعب اللبناني على النهوض من جديد. فهي تجسّد بامتياز أسطورة طائر الفينيق الذي بعد اشتعاله بالنار، ينبثق من الرماد فاتحاً جناحيه ومحلّقاً نحو حياةٍ جديدة.
فقد أكدّت ندى في أكثر من مقابلة ومنشور على صفحة إنستغرام الخاصة بها، أن مشاركتها في حفل انتخاب ملكة حمال العالم تهدف إلى نقل رسالة أمل وصمود للعالم، مشيرة إلى أن لبنان يجب أن لا يغيب عن المحافل الدوليّة بالرغم من الأزمات التي تعصف به، فهي غيمة سوداء ولا بدّ أن تجلي بفضل إرادة الشعب المناضل المتمسّك بجذوره، والمحب للحياة.
تُصرّ ندى على أهميّة تقديم صورة إيجابية عن لبنان الصامد في وجه المحن. وقد استعانت كوسا بمنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر التوعية حول أهميّة الصحة النفسيّة في خضم الحرب، كما سلّطت الضوء على معاناة شعبها. كذلك، أشارت إلى أهميّة دورها كسفيرة للأمل والسّلام، مؤكدة أن المسرح الدولي لن يكون مكتملاً من دون صوت لبنان.
أزياء ذات رمزيّة خاصة
في أكثر من مناسبة خلال النشاطات التحضيريّة لحفل انتخاب ملكة جمال الكون، تألّقت ندى بأكثر من إطلالة باللون الأخضر الزمرّدي ومشتقاته، ويرمز هذا اللون إلى الأرزة الخضراء الراسخة في أرض لبنان منذ آلاف السنين، ما يفسّر تمسّك شعب لبنان المقاوم بهويته وأرضه.
View this post on Instagram
A post shared by Nada koussa ندى كوسا (@koussanada)
View this post on Instagram
A post shared by MLFC (@misslebanonfanclub)
كذلك، اختارت ندى إطلالات مختلفة بلوني الأحمر والأبيض وهما من الألوان الأساسيّة في العلم اللبناني إلى جانب اللون الأخضر المتمثّل بالأرزة. فالأحمر يشير إلى دماء المناضلين الذين استشهدوا دفاعاً عن الوطن، والأبيض يدعو إلى السّلام، وتوق الشعب اللبناني إليه.
View this post on Instagram
A post shared by MLFC (@misslebanonfanclub)
وقد اختارت ندى في الحفل التمهيدي لليوم الكبير، فستان سهرة من تصميم نديم صديحة لصالح "لا بورجوازي"، حمل دلالات عديدة بتطريزاته المعدنيّة البرّاقة والمترفة، حيث استخدم اللون الذهبي للدلالة على الفخامة والتألّق، والفضّي للتعبير عن الحداثة والتوازن. أما البنفسجي فجاء ليؤكد الترف والإحساس بالعظمة والرّقي.
الزي التراثي الصوري
ولعل أجمل زيّ تألقت به ندى كوسا ما قبل الحفل الختامي لانتخاب ملكة جمال العالم، كان الزيّ التراثي الذي ابتكره خصّيصاً لها المصمّم اللبناني جو شليطا، المعروف بعشقه للأزياء التراثية، ويبرع في إعادة إحيائها من جديد بلمساته المبدعة المجبولة بشغف كبير لتاريخ لبنان العريق.
View this post on Instagram
A post shared by Eyesoflebanon (@eyesoflebanon)
من خلال الزّي الأرجواني المستوحى من مدينة صور التاريخيّة والذي يعكس العراقة، الثراء، القوّة، والفخامة الملوكيّة، أشاد المصمّم بالتراث الفينيقي الغني، وصمّم للملكة معطف القبران التقليدي (كان من الأزياء الأساسيّة التي تعكس الهيبة في القرن التاسع عشر) من المخمل الفاخر، وهو مميّز بقصّة طويلة وكُمّيْن بارزيْن، وذيل طويل، زيّنه بتطريزات يدويّة بالخرز والترتر على شكل شجرة الأرز، كما نمّق أطراف الكُمّين والياقة بتطريزات راقية.
وجاء المعطف مقروناً مع زيّ تراثي متكامل برز فيه السروال المنفوخ من أورغانزا الحرير الشفّاف والخفيف باللون البنفسجي لخلق توازن مثالي مع القماش المخملي الثقيل للمعطف. وأكمل إطلالة الملكة، بطنطور كانت الأميرات قديماً تتوّج رأسها به، وقد تميّز بزخرفات تقليديّة نفّذها حرفيون محليّون، كما أضفى أكسسوارات مصنوعة من القطع النقديّة الفضيّة تزيّنت بها ندى كوسا عندما ارتدت الزّي الرائع.