ظهر حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون (شمالي قطاع غزة) في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، لأول مرة، مما يفند إعلان جيش الاحتلال عن اغتياله في 23 مايو/ أيار الماضي.
ووثق الفيديو فياض، خلال لقائه مع مواطنين بقطاع غزة، حيث ظهر وسط مشاهد الدمار الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية بالقطاع، وفي كلمة أمام تجمع شعبي، قال فياض: "اليوم خضنا معركة، وقد يتساءل البعض ممن تعرضوا لخسائر: أين النصر؟".
كما يأتي ظهور القائد في القسام في بيت حانون، فيما كانت المنطقة، قد كبّدت الجيش الإسرائيلي، خسائر فادحة، وعلى رأسها، مقتل وإصابة العشرات من عناصره، .
وتابع فياض: "وكما تقول القواعد العسكرية، فإن الضعيف يُعدّ منتصرا إذا لم يُهزم، فيما يعدّ القويّ خاسرا، إذا لم يحقق أهدافه". وأردف: "بفضل الله، لم ينَل (الجيش الإسرائيلي) إلا من الحجارة، والأشلاء والدماء".
وشدّد فياض على أن "غزة قد خرجت عصيّة على الانكسار، وكلّنا رأينا بالأمس كيف تخرج غزة، منتصرة وكريمة، ورافعة رأسها إلى عنان السماء".
ومن جهته، اعترف الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، بأن بيانا كان قد أصدره ونشره قبل نحو 8 أشهر وزعم فيه تصفية قائد كتيبة بيت حانون، في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، "غير صحيح".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن جيش الاحتلال قوله إن "معلوماتنا الاستخباراتية عن مقتل قائد كتيبة بيت حانون غير دقيقة".
وتعليقا على مقطع الفيديو، اعتبر أور بيالكوف، الذي يُقدم في بعض الصحف الإسرائيلية كباحث، أن ظهور القيادي الفلسطيني فياض في بيت حانون "عار" على الجيش الإسرائيلي الذي أعلن عن اغتياله سابقا.
وأضاف بيالكوف، ساخرا، بعد ظهور فياض "من الواضح أن الجيش الإسرائيلي قتل شخصا آخر".
وينسف ظهور القيادي البارز في كتائب القسام في مقطع الفيديو المنشور حديثاً، إعلان الاحتلال عن اغتياله، مما يضيف مزيداً من "صور الهزيمة" التي أشار إليها الإعلام الإسرائيلي بعد خروج مقاتلي كتائب القسام في مواكب مسلحة خلال الأيام الثلاثة الأولى من وقف إطلاق النار.
وفي 23 مايو 2024، قال الجيش الإسرائيلي، إنه بـ"التعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، قضى على حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون في حركة حماس، داخل مجمع تحت الأرض في جباليا (شمال)". وأضاف: "قامت قوات الفرقة 98 وقوات خاصة من سلاح الجو بالقضاء داخل نفق تحت الأرض على المخرب المدعو حسين فياض".
وأوضح الجيش الإسرائيلي في حينه، أن "فياض كان مسؤولًا عن الكثير من عمليات إطلاق القذائف المضادة للدروع نحو إسرائيل خلال الحرب وعن الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون نحو بلدات شمال غلاف غزة".
وكتب الناشط بلال نزار ريان، وهو نجل قيادي في كتائب القسام اغتالته إسرائيل في 1 يناير/ كانون الأول 2009: "في مفاجأة غير متوقعة وضربة موجعة لأجهزة استخبارات العدو، ظهر قائد كتيبة بيت حانون، الأخ المجاهد حسين فياض، وهو يتفقد المدينة ويواسي أهلها، رغم إعلان الاحتلال استشهاده واستهدافه عدة مرات سابقاً".
وكتب الباحث الفلسطيني من غزة سعيد زياد: "ظهور أسطوري للقائد ذي الأرواح السبع، حسين فياض (أبو حمزة)، قائد كتيبة بيت حانون، متحدثاً عن مفهوم النصر في الحرب. جدير بالذكر أن المتحدث باسم جيش العدو دانيال هاغاري أعلن عن اغتياله في 23 مايو 2024، إثر اشتباك معه وجهاً لوجه في نفق في جباليا".
وفي الأيام الأخيرة من الحرب، شن جيش الاحتلال عملية عسكرية جديدة في بيت حانون شمالي قطاع غزة، لكن بالرغم من النصيب الأكبر من الدمار الذي تلقته المدينة الواقعة أقصى شمال القطاع قرب معبر "إيرز" الإسرائيلي، فقد قتل فيها ما لا يقل عن 15 جندياً إسرائيلياً في عمليات نوعية نفذتها كتائب القسام.