هدمت آليات وجرافات سلطات الاحتلال الإسرائيلية، صباح اليوم الإثنين، خيام أهالي قرية "العراقيب" مسلوبة الاعتراف والمهددة بالاقتلاع والتهجير في منطقة النقب، للمرة الـ236 على التوالي منذ هدمها أول مرة يوم 27 تموز/ يوليو 2010، وذلك بحماية قوات كبيرة من شرطة الاحتلال والوحدات التابعة لها.
وقال الناشط عزيز الطوري واحد سكان القرية: إن قوات الاحتلال قامت بهدم القرية، واجبرت السكان وغالبيتهم من الأطفال والنساء على الخروج من منازلهم المكونة من خيام ومن الصفيح رغم الأجواء الشديدة البرودة التي تشهدها منطقة النقب والذي يشهد جبهة قطبية باردة جدا، مؤكدا أن سكان القرية سيعيدون بناءها من جديد.
وقال: لن نخذل العراقيب ما دمنا أحرارا على قيد الحياة.
وهذه المرة الـثالثة التي تهدم فيها السلطات الإسرائيلية الخيام والمساكن المتواضعة التي تؤوي أهالي العراقيب منذ مطلع العام الجاري، بعد أن هدمتها 13 مرة في عام 2024 ، و 11 مرة في العام 2023، و15 مرة في العام 2022، و14 مرة في العام 2021، في محاولاتها المتكررة لدفع أهالي القرية للإحباط واليأس وتهجيرهم من أراضيهم.
والمرة الأولى التي هدمت فيها السلطات الإسرائيلية العراقيب كانت في يوم 27 تموز/ يوليو 2010، فيما نفذت الهدم في المرة السابقة يوم 28 كانون الثاني/ يناير الماضي.
ويصر أهالي قرية "العراقيب" على البقاء والتشبث بأرضهم ويعيدون نصب خيامهم من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
وتلاحق سلطات الاحتلال بأذرعها كافة أهالي العراقيب بعدة أساليب وطرق بينها الاعتقالات بعدة تهم بذريعة البناء دون ترخيص وادعاء "الاستيلاء على أراضي الدولة".
وفرضت السلطات الإسرائيلية غرامات باهظة على أهالي العراقيب وتواصل سياسات وممارسات التضييق والملاحقات والاعتقالات.
وتبقى في قرية العراقيب 22 أُسرة أفرادها نحو 86 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، وتمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونما من أصل آلاف الدونمات من الأرض.