مانشستر سيتي ، بيب غوارديولا ، الدوري الإنكليزي
دقّ ناقوس الخطر أبواب نادي مانشستر سيتي بعد التراجع الملحوظ في أداء الفريق وسلسلة نتائجه السلبية خلال الفترة الأخيرة في مختلف البطولات.
وتحوّل مانشستر سيتي مرعب الفرق الإنكليزية بقيادة المخضرم بيب غوارديولا، إلى فريق يقدّم أداءً متذبذباً، مع نجومه الذين أصبحوا يشبهون الأشباح داخل الملعب، مكتفياً بحصد 27 نقطة من 15 مرحلة، ليكون قد حقق أقل معدل للنقاط منذ حقبة المدرب روبرتو مانشيني.
هذا التراجع كان مثيراً للقلق بالنسبة إلى فريق كان يُعتبر الأشرس في أوروبا وحامل لقب الدوري الإنكليزي 6 مرّات في آخر 8 مواسم، منها 4 متتالية في المواسم الماضية، وجعل الجميع يتساءل عن قدرة سيتي في العودة مرّة أخرى إلى المسار الصحيح.
وكانت أبرز المشكلات التي تسببت في تراجع مستوى "سيتيسينز" في الفترة السابقة هي الإصابة التي تعرّض لها كيفن دي بروين الذي يُعدّ المحرّك الأساسي للفريق، والقائد الفعلي للقوّة الهجومية.
ورغم إنكار غوارديولا أهمية دي بروين ورغبته في التخلص منه في الصيف المقبل 2025، إلّا أنّ الواقع قد كشف بشكل واضح أنّ مستوى سيتي بدأ بالتراجع، وخسر الفريق العمق الهجومي الخطير له بعد غياب اللاعب.
وانعكس هذا التراجع بصورة واضحة على أداء النروجي إرلينغ هالاند، الذي يبدو أنّ طريقة لعبه باتت معروفة لدى المنافسين مما قلل من خطورته، خصوصاً في ظل افتقار الفريق للحلول الهجومية.
ولكن، أهم ما يميز بيب غوارديولا ويجعله المدرب الأفضل في العالم طوال السنوات الماضية، هو قدرته على العودة وقلب الطاولة في أوقاتِ قد يظن الخصوم فيها أنه قد انتهى.
وهذا يطرح سؤالاً مهمّاً: هل غوارديولا يستطيع إعادة شخصية البطل إلى مانشستر سيتي باستغلال سوق الانتقالات الشتوية المقبلة 2025 لسدّ الثغرات التي يعاني منها الفريق؟
والحقيقة أنّ الفريق بقيادة غوارديولا يمتاز بسياسة النَفَس الطويل، والقدرة على التنافس حتى الرمق الأخير، لهذا قد يكون النصف الثاني من الموسم كافياً لسيتي من أجل العودة إلى سباق المنافسة على الألقاب المختلفة، ولكن يلزمه في البداية حل المشكلات الحالية.
المشكلة الأولى تكمن في البحث عن بدلاء مثاليين للمصابين أمثال رودري، أو المغادرين في نهاية الموسم الحالي مثل دي بروين، بالإضافة إلى حاجة الفريق إلى أجنحة من الطراز الرفيع لاستعادة الخطورة الهجومية، ومساعدة هالاند على استرجاع حيويته وخطورته أمام المرمى.
ورغم أنّ الخيارات المتاحة في سوق الانتقالات الشتوية غالباً ما تكون محدودة بسبب تمسك معظم الأندية بلاعبيها الأساسيين، إلّا أنّ غوارديولا يمتاز بمهارته في اختيار لاعبيه بإتقان، وإقناع أنديتهم بالتخلّي عنهم، وتساعده في ذلك إدارة النادي التي تلبي له كافة متطلباته، ما يجعله قادراً على إيجاد الحلول المناسبة وإعادة إحياء ربيع "الأزرق السماوي" تحت قيادته.