السعودية تحتضن قمة خليجية – أميركية الأربعاء “الطاقة النيابية” تؤكد دعمها للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية "لجنة الإعلام النيابية": مستعدون لبحث أزمة الصحف الحكومة توافق على تسوية 905 قضايا عالقة بين مكلفين وضريبة الدخل حماس تجري محادثات مع واشنطن بشأن هدنة في غزة جنود الاحتلال قتلى وجرحى في حي الشجاعية هذا ما كُشف عن الخلافات بين نتنياهو وترامب الحكومة تقر نظاما يهدف إلى توسيع شريحة المتقدمين للوظائف القيادية "ريمونتادا" مثيرة تقود برشلونة لإسقاط ريال مدريد نقابة الصحفيين تُجري قرعة بعثة الحج وزير الزراعة يؤكد أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في الزراعة الحكومة تقر حوافز لقطاع صناعة الأفلام تتضمن استردادا نقديا يصل إلى 45% العودات : الأردن يعزز مشاركة المرأة في الحياة السياسية ريال مدريد يستهدف بديل كورتوا من الدوري الإنكليزي رئيس ريال مدريد يقرّر مقاطعة لقاء برشلونة أشرف حكيمي حجر زاوية في باريس سان جيرمان برشلونة وريال مدريد وجهاً لوجه مساء اليوم الرئاسة السورية: اتصال بين ولي العهد السعودي والرئيس السوري تحضيراً لعملية برية في غزة... الجيش الإسرائيلي يستدعي ألوية احتياط اليابان تسعى إلى إلغاء جميع الرسوم الجمركية الأميركية... هل تنجح؟
+
أأ
-

‏هل لدينا إجابات عن هذه الأسئلة الصعبة؟

{title}
صوت جرش الإخباري

‏قائمة العروض، (التهديدات أحياناً)، التي ستطرحها واشنطن وتل أبيب، خلال المرحلة القادمة، لمحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وإعادة ترتيب خرائط النفوذ وتوزيع الأدوار، على إيقاع ما حدث بعد 7 أكتوبر، ستكون مزدحمة بالسيناريوهات، ومفخخة بالألغام، نحن -أقصد العرب - أمام «وعد ترامب « جديد، وهو أشبه ما يكون بوعد بلفور.



‏وعليه، معظم التطمينات والوعود التي تصلنا يجب ان ندرجها كافتراضات واحتمالات، تخضع للخطأ والصواب، لا مجال للثقة وتقدير «حسن النوايا»، أو انتظار «مساعدة صديق « بالمجان، يجب أن نعتمد على انفسنا، ونضبط ساعتنا الوطنية على تواقيت سياسية مدروسة، ونضع خياراتنا واضطراراتنا على ميزان دقيق، حيث العنوان مصالح الأردن العليا فقط.



‏لا يتسع المجال للتفاصيل، خذ مثلا العرض الذي قدمه زعيم المعارضة في إسرائيل (يائير لبيد ) حول تولي مصر إدارة قطاع غزة لمدة ثماني سنوات (أو 15 عاما )، مقابل سداد ديون مصر الخارجية، خذ، أيضا، عروض التهجير ونقل السكان التي تتوارد تباعا، ثم حركة الأموال التي تتدفق، ونزوح السكان من مخيمات الضفة، ستكتشف أن «بروفة « غزة انتقلت فعلا إلى الضفة الفلسطينية، وأن العرض الذي قدم لمصر يمكن، لاحقا، أن يقدم للأردن.



‏خلال نحو عام ونصف استخدم الأردن ما لديه من أوراق سياسية لوقف الحرب على غزة، ربما استباقا لما سيحدث في الضفة، الآن أصبحت الضفة هي الهدف الأساس بالنسبة لإسرائيل، تصريف أزمة السكان والجغرافيا الإسرائيلية سيصدم، على الأرجح، بمصالح الدولة الأردنية، أمامنا ثلاث سيناريوهات متوقعة:

التهجير، سواء أكان قسرياً أو طوعياً، إدارة ما تبقى من اراضي الفلسطينيين بالضفة، وفق وصفة الكونفدرالية أو غيرها، النقاش على وضع القدس والمقدسات، كل هذه السيناريوهات تم رفضها، من قبل الملك، بلاءات أردنية حازمة، ولم تعد مطروحة للنقاش.



‏صحيح، ما زال الأردن يتمسك بحل الدولتين، ويعتبر السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين، ما زال، أيضا، يربط أي حل للقضية الفلسطينية بالتوافق العربي الذي يرتكز على القرار الفلسطيني، لكن ما جرى من تحولات، خاصة مع إدارة ترامب، وضع الجميع أمام مستجدات واستحقاقات جديدة وغير مسبوقة، لا يستطيع الأردن أن يقدم بدائل بمعزل عن محيطه العربي، ولا يستطيع أن يتحمل كلفة أي بديل يتعارض مع الحفاظ على مصالحه وهويته واستقراره.



‏المعادلات، هنا، قد تبدو صعبة ومعقدة، لكن التعامل معها بمنطق الحزم، أحيانا، والاستثمار بالوقت، وربما ما يلزم من تنازلات محسوبة أحيانا أخرى، يحتاج إلى إدارة سياسية شجاعة وحكيمة، وهذا ما أتوقعه، الأردن لن يقبل الإملاءات، كما أنه لن يغامر بمصالحه، وبالتالي الدبلوماسية الأردنية ستسير بين هذين الحدين (الشعرتين: أدق )خلال المرحلة القادمة.



‏هل لدينا تصورات محددة حول العروض المطروحة والاستحقاقات القادمة وما يلزمها من أثمان سياسية؟ وفق تقديري، نعم. هل تلقينا ضمانات من أطراف مهمة، دولية وإقليمية، لتبني ما نطرحه من حلول ومبادرات تساعد بإعادة المنطقة لما قبل 7 أكتوبر، ثم الاستدارة لتسويات شاملة في المنطقة تصب في مصلحة الجميع ؟ ربما.



هل نحن مطمئنون إلى هذه الضمانات والوعود؟ لا أدري. هل لدينا اطلاع على صفقات تجري من تحت الطاولة حول «ما بعد غزة «، وما بعد تمرير «يهودا والسامرة» ووضع اليد على جنوب لبنان، وأجزاء من جنوب سوريا، وتكريس احتلال الجولان.. الخ؟ أعتقد ذلك. ما اعرفه تماما أن الدولة الأردنية تملك ما يلزم من أوراق قوة، وقد أصبحت بكامل جهوزيتها لمواجهة المرحلة القادمة، وستخرج منها بأقل ما يمكن من خسائر.