"قلق يوم الأحد"وعلاقته بالنهايات ويوم الإثنين!

أعرف أحدهم توتّره عطلة نهاية الأسبوع: الأحد. ولا يتوقف طيلة هذا "النهار المقيت"، وفق كلماته، يسأل "متى سينتهي هذا اليوم؟". ثمة شخص آخر يبغض يوم الأحد أيضاً ويشعر فيه بالاكتئاب. لا تستغرب! إنها حالات موجودة وتخرِّب راحة مَن يعاني منها، وتؤثر على مزاجه وأيامه.
وأنت تعمل طيلة الأسبوع على أمل أن تصل إلى عطلة نهايته كي ترتاح وتشعر بتحسن مزاجك وتتفرغ لممارسة نشاطات تمتعك. لكن، ماذا حينما تصل إلى يوم الأحد وتتبدّى هذه المشاعر، ويرافقها شعور بأنّ "وقتك الخاص" ينفد. إنّه "قلق يوم الأحد" أو Sunday anxiety، أو بمصطلح أقوى "مخاوف الأحد"Sunday Scaries .
ومن يريد الاستزادة، يستطيع مراجعة مقال متخصص ومبسَّط عن هذا الموضوع،على موقع "كالم. كوم" Calm.com .
ماذا يعني مصطلح "مخاوف الأحد"؟
إنها مشاعر قلق ورعب شديدين تحدث بشكل روتيني، إذ تتكرر كل يوم أحد. وفي الغالب، تبدأ في وقت متأخر من بعد الظهر وتستمر حتى المساء، وقد تبدأ فور الاستيقاظ. وربما تظهر هذه المخاوف على شكل مظاهر جسدية مثل اضطراب في المعدة، مشاكل في النوم، صداع وغيرها.
لماذا يقلقك الأحد؟
دكتورة ساندي الترك- معالِجة نفسية وأستاذة محاضِرة في جامعة الروح القدس الكسليك
تتشكل مخاوف يوم الأحد لدى الفرد تحت تأثير أمور عدّة، أولها تفكيره بيوم الإثنين أي ببداية أسبوع عمل جدي. ويعني ذلك أن الأحد يجسد نهاية الراحة والتمهيد للانتقال إلى العودة إلى العمل والإجهاد. ويبدأ الفرد بالتفكير في مسؤولياته والتزاماته خلال الأسبوع المقبل، سواء أكان شخصاً عاملاً أو طالباً. ويزيد القلق لديه، لاسيما مع وجود مهمات غير مجدولة ولا منتظمة. وبالتالي، يلوح في الأفق أنه لن يتمكن من التحكم بوقته وفقما يريد. ومع تزايد القلق، يضيع الاستمتاع بوقت راحته يوم الأحد.
وأحياناً، بمجرد تفكير الشخص بأنّه كان يريد إنجاز أمور خلال عطلة نهاية الأسبوع ولم يتسنَّ له الوقت لفعلها؛ يتفاقم قلقه خلال يوم الأحد.
أيضاً، عدم انتظام النوم يوم السبت يؤثر على الفرد وعلى طاقته ومزاجه في يوم العطلة الأسبوعية.
ما الرابط بين الخوف من النهايات و"قلق الأحد"؟
هناك عامل عميق يؤثر في هذا القلق يتمثل بالخوف من النهايات التي تندرج عطلة نهاية الأسبوع ضمن قائمتها. ومع سرعة انقضاء الوقت في يوم الأحد، قد يندفع البعض إلى التفكير بمسار حياته والأيام التي تجري بسرعة عامة، ما يزيد الخوف من النهايات التي يجسد الموت شكلها الأشد رهبة.
وهناك أشخاص يربطون النهايات بالخسارة التي قد تتحقق فعلياً، أو يقتصر أمرها على مجرد الخوف من حدوثها. وقد يرتبط ذلك مع الخوف من أن أمراً ما مجهولاً سيبدأ، لكنه مجهول الوجهة أيضاً.
مَن هم الأكثر عرضة لـ"قلق الأحد"؟
أكثر الأشخاص استعداداً للمعاناة من يوم الأحد، هم الأشخاص الذين يتعرضون لإجهاد كبير في عملهم الأسبوعي أو الأشخاص الملتزمين بمهل زمنية محددة، سواء لإنجاز مشاريع أو اختبارات، ما يزيد من قلقهم يوم الأحد أكثر من سواه.
إلى جانب ذلك، نجد الأشخاص المثاليين الذين يضعون توقعات لإنجازها خلال أيام الأسبوع لكن لا ينجزونها، ومعهم أفراد يغيب عنهم التوازن بين حياتهم الخاصة وحياتهم العملية. بالإضافة إلى مَن يعانون أساساً من اضطرابات القلق.
كيف تتخطى "قلق يوم الأحد"؟
- مارس اليقظة الذهنية وركّز على الوقت الحاضر بصورة حصرية.
- قم بتحضيراتك ليوم الإثنين قبل يوم الأحد ولا تنتظر للحظة الأخيرة.
- انظر إلى أسبوع العمل القادم بإيجابية على أنه فرصة وليس تحدياً.
- لا تنتظر يوم الأحد لترتاح، بل خذ فترات صغيرة من الراحة خلال أسبوع العمل.
- ابتكر روتيناً ليوم الأحد ليسهل عليك عملية الانتقال إلى يوم الإثنين.
- اقضِ وقتاً مع أصدقائك.
- أوْلِ اهتمامك إلى نفسك يوم الأحد.
- دلّل نفسك يوم الإثنين بفنجان قهوة في المقهى المفضل لديك، او بالغداء مع صديقك.
- نم جيداً. واخلد إلى النوم في نفس الوقت كل ليلة أحد.
- تخيل يوم أحد أفضل. إن الصور الإيجابية تخدع عقلك وتهدئه وتزيد من ثقتك بنفسك.
- تجنّب العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع وضع هاتفك بعيداً واترك رسائل البريد الإلكتروني لأسبوع العمل.
- مارس الرياضة كل يوم أحد لتحفيز هرمونات السعادة.
- أنشئ قائمة مهام ليوم الإثنين.