في ظل استبعاد روسيا والولايات المتحدة لأوروبا وأوكرانيا بشكل خاص عن مفاوضات إنهاء الحرب في السعودية، فإن بروكسل تبحث عن أوراق ضغط تمكّنها من حجز مقعد على طاولة المفاوضات، أو عل الأقل التأثير على القرار النهائي وتحصيل أكبر قدر من المكتسبات.
في هذا السياق، تطرّقت مجلة "بوليتيكو" إلى أموال روسيا المجمّدة في أوروبا، وقالت إن بروكسل "لديها سلاح سري بقيمة 200 مليار يورو في جعبتها".
وبحسب المجلّة، فإن الحكومات الأوروبية قد تلجأ إلى خيار الاستيلاء على الأصول السيادية الروسية التي تم تجميدها بعد أن شنّت موسكو حربها على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
وتبلغ قيمة الأموال المجمّدة نحو 200 مليار يورو وفق "بوليتيكو"، وهي محفوظة في مؤسسة "يوروكلير" المالية التي تتخذ من بروكسل مقراً لها.
الاستيلاء على هذه الأصول من شأنه أن يضمن لأوروبا على الأرجح مقعداً أكبر على الطاولة، بعد أن جمّدتها الولايات المتحدة والكرملين في محادثاتهما الأخيرة في الرياض، المملكة العربية السعودية، وفق المجلّة، لكن حكومات الاتحاد الأوروبي منقسمة بشأن القضيّة.
من جهته، قال وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساكنا: "بفضل الأصول الروسية المجمدة، يمكننا استبدال الدعم الأميركي إذا قررت الولايات المتحدة عدم دعم أوكرانيا بعد الآن".
وقال تساكنا للصحافيين في بروكسل، إلى جانب نظرائه من الدنمارك والسويد وليتوانيا ولاتفيا: "لدينا أصول روسية مجمدة بقيمة 300 مليار يورو في أوروبا، ونحن بحاجة إلى استخدامها". (على الرغم من أن المبلغ الدقيق للأصول الروسية المجمدة في أوروبا غير واضح، فإن الرقم مقبول عموماً على أنه أقرب إلى 200 مليار يورو وليس 300 مليار يورو).
وتعتقد دول البلطيق والدول الاسكندنافية، جارة روسيا، أن الأموال يجب أن تُسلَّم إلى أوكرانيا على الفور. ويؤيد هذا الموقف بولندا والتشيك وكبيرة الديبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي ورئيسة الوزراء الإستونية السابقة كايا كالاس.
لكن المعسكر المعارض في أوروبا، الذي يضم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يخشى أن تؤدي مصادرة الأموال إلى تخويف المستثمرين الدوليين والتخلي عن أعظم مزاياها في محادثات السلام.