كُشف النقاب عن قرار صادر عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يقضي بسحب كتاب اللغة العربية للصف الخامس، بسبب احتوائه على دروس تتناول معركة القسطل (التي دارت بين المقاومة الفلسطينية والمجموعات الصهيونية عام 1948)، وسيرة الشهيدة دلال المغربي (التي استشهدت خلال عملية فدائية عام 1978)، إضافة إلى نصوص للشاعرة فدوى طوقان. ووفق القرار، سيتم استبدال الكتاب بمحتوى جديد يخلو من أي إشارات إلى التاريخ النضالي والسياسي للشعب الفلسطيني.
جاء ذلك في رسالة رسمية وجهتها إدارة التعليم في الوكالة إلى مديري المدارس، حصلت "قدس برس" على نسخة منها، وجاء فيها: "حرصًا على التوافق مع سياسات المناهج الدراسية وضمان جودة التعليم، طلبت رئاسة أونروا في قطاع التعليم من جميع معلمي اللغة العربية للصف الخامس في مدارس الضفة الغربية التوقف عن استخدام النسختين المطبوعة والرقمية من كتاب اللغة العربية للفصل الدراسي الثاني. وبدلًا من ذلك، سيتم اعتماد مواد التعلم الذاتي البديلة خلال الفصل الدراسي الممتد من فبراير حتى يونيو 2025".
كما أشارت الرسالة إلى أن مسؤولي التعليم في الوكالة سيجرون زيارات مفاجئة وعشوائية إلى المدارس للتحقق من الالتزام بتطبيق منهج التعلم الذاتي.
انتقادات واسعة واتهامات بمحاولة طمس الهوية الوطنية
من جانبه، أدان المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين القرار، معتبرًا إياه "محاولة لتصفية الفكر والإرث الوطني الذي تحقق عبر تضحيات الشعب الفلسطيني". وأضاف المكتب، في بيان رسمي، أن "محاولات تعديل المناهج الدراسية ليست جديدة، إذ سبق أن حُذفت أسماء فلسطين والشهداء وحتى مصطلح الاحتلال في مناهج سابقة".
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مروان الأقرع أن القرار يأتي في إطار الضغوط التي تتعرض لها أونروا منذ بدء معركة طوفان الأقصى، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي نجح في إقناع الولايات المتحدة وحلفائها بقطع التمويل عن الوكالة، ضمن استراتيجية تهدف إلى تصفيتها نهائيًا.
وأوضح الأقرع في حديث مع "قدس برس" أن "حذف المنهاج يتزامن مع الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على مخيمات شمال الضفة الغربية، في محاولة لإحداث تغيير ديمغرافي يدفع اللاجئين إلى مغادرة المخيمات والاندماج قسريًا في المجتمعات الحضرية، ما يؤدي إلى طمس ذاكرتهم الوطنية وفصلهم عن قراهم ومدنهم الأصلية".
مخاوف من تداعيات القرار
وأشار الأقرع إلى أن "قرار أونروا بتعديل المناهج يأتي استجابة للضغوط الأمريكية والإسرائيلية، التي تهدف إلى فصل اللاجئين الفلسطينيين عن هويتهم التاريخية وطمس وعيهم تجاه قضيتهم".
وختم حديثه بالتحذير من "مخطط أكبر يستهدف المخيمات الفلسطينية برعاية أمريكية، بهدف تفكيكها وإجبار سكانها على البحث عن بدائل سكنية أخرى، ما يندرج ضمن مساعي توطين اللاجئين وإنهاء دور وكالة أونروا كجهة راعية لحقوقهم".