الدوري الألماني ، باير ليفركوزن ، تشابي ألونسو
في الوقت الذي تتّجه فيه الأنظار نحو الدوريَّين الإنكليزي والإسباني، تظهر متعة وإثارة أخرى في الدوري الألماني يقودها المدرّب الكبير تشابي ألونسو مع فريقه باير ليفركوزن، مواصلاً تحقيق رؤيته ومشروعه الذي رسم ملامحه وبدأ في تنفيذه منذ الموسم الماضي.
يمضي ألونسو بثبات لترسيخ مكانته بين نخبة المدربين العالميين، متجاوزاً الشكوك التي اعتبرت تألّقه الموسم الماضي مع ليفركوزن مجرّد فورة قصيرة الأمد. ورغم بعض التشكيك في قدرته على الحفاظ على نفس المستوى ومنافسة الكبار بشكل مستدام، أثبت ألونسو امتلاكه المهارات والأفكار التي تؤهله لصناعة الفارق والابتكار في كل مرحلة من مراحل مسيرته التدريبية.
أظهر المدرب الإسباني قدرات قيادية ملموسة، حيث علم كيف يوجّه دفة ليفركوزن ببراعة حتى في أصعب الظروف. وهذا الموسم تحديداً، استطاع إعادة الفريق إلى المسار الصحيح بعد بداية متعثرة، ليصبح منافساً حقيقياً على لقب الدوري الألماني، والفارق الضئيل في النقاط مع بايرن ميونيخ يجعل المواجهة المقبلة بين الفريقين مصيرية، قد تغيّر واجهة المنافسة على اللقب في المراحل المتقدمة.
علاوة على المنافسة المحلية القوية، يُحافظ ألونسو على تطلعات الفريق لحصد لقب كأس ألمانيا للموسم الثاني توالياً بعد وصوله إلى نصف النهائي. وعلى الصعيد الأوروبي، أثبت مجدداً جدارته بقيادة النادي إلى الأدوار الإقصائية لدوري أبطال أوروبا متفوّقاً على عمالقة القارة.
لم تقتصر مهارة ألونسو في مواجهة التحديات والعقبات الصعبة على الابتكار التكتيكي والإبداع خارج حدود الملعب، بل برزت أيضاً في قدرته على تطوير اللاعبين وتعزيز أدائهم. وقد ظهر ذلك جلياً من خلال تعويض غياب بونيفاس المصاب بإشراك باتريك شيك، الذي أصبح تحت قيادة ألونسو أحد أبرز المهاجمين في البطولة، بعدما كانت التوقّعات تشير إلى أنّ مغادرته الفريق هي مسألة وقت لا أكثر.
تحت قيادة ألونسو، تحوّل ليفركوزن من فريق متوسط الأداء يعتمد بالكاد على البقاء في منتصف الجدول إلى فريق يمتلك شخصية قوية وهجوماً شرساً قادراً على قلب الموازين وإرباك الخصوم، وهذه النجاحات تعكس حجم التأثير الذي أحدثه المدرب الإسباني في وقت قياسي.
هذا الأداء اللافت والفكر المميز للمدرب الإسباني يقرّبه من مغادرة النادي الألماني، ليس بسبب الإخفاق، وإنما لأنّ المدرب بات هدفاً مغرياً لكبرى الأندية الأوروبية التي تبحث عن مدرب بخصائص فريدة مثله.