يبدو أن الرد الإسرائيلي على هجوم الصواريخ الإيراني الثلاثاء 1 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، أصبح على بعد ساعات قليلة مقبلة، وقد تحددت ملامح الرد الإسرائيلي عفب الاتصال الهاتفي بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي.
الرد الإسرائيلي المرتقب
وكشف مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لموقع «أكسيوس» الأميركي، أن المشاورات على مستوى العمل بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الرد على إيران ستستمر في الأيام المقبلة، وقد يسافر وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت إلى واشنطن في وقت مبكر من الأسبوع الحالي لمواصلة المناقشات مع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن.
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله، إن الخطط الإسرائيلية الحالية للرد على إيران «ما تزال أكثر عدوانية قليلا مما يرغبه البيت الأبيض».
نتنياهو لا يلتفت لآراء واشنطن
ورغم أن مكالمة بايدن ونتنياهو كانت تتويجًا لما يقرب من أسبوعين من المشاورات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية، وتضمنت اتصالا يوم الأربعاء الماضي، بين مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، وهي المناقشة الأكثر تفصيلًا حتى الآن بين الولايات المتحدة وإسرائيل فيما يتعلق بخطط إسرائيل للرد، فإن صحيفة «ليبيراسيون» الفرنسية، ترجح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا ينوي السماح لحليفه الأمريكي بأن يملي عليه أي رأي أو قرار، وأنه الوحيد الذي سيقرر الأهداف الإيرانية التي سيتم استهدافها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرق الأوسط، في بوتقة الحرب، والبحث عن نهاية العالم.
الذهاب إلى حرب إقليمية
وبحسب الصحيفة، فإن نتنياهو متمسك بخطته المتمثلة في الذهاب إلى حرب إقليمية ستترك تداعيات وخيمة، وهذه الخطة تأتي للتغطية على الإخفاق الأمني الذي حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهذا التحول من غزة إلى لبنان، ثم ربما قريبًا إلى إيران، يجعل من الممكن نسيان الأسرى والمحتجزين، وتعديل أثر الذاكرة الذي سيتركه هذا التسلسل المأساوي في المخيلة الإسرائيلية في نهاية المطاف.
وتشير الصحيفة الفرنسية، إلى أن نتنياهو منخرط حاليًا في تصعيد ذي طابع تبشيري، خاصة لجعل الناس ينسون الفشل الأمني الذي حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفشل تحرير الأسرى والمحتجزين، ويندفع وعشيرته إلى التهور بناءً على ظهور معجزة، وهي جزء من تاريخ متجدد للحروب الدينية، الأمر الذي تكشّف في الخطاب العسكري الذي ألقاه يوم الثلاثاء 8 أكتوبر/ تشرين الأول.
نتنياهو.. أمير الحرب
ويرى ديفيد خالفا David Khalfa، منسق مرصد شمال أفريقيا والشرق الأوسط التابع لمؤسسة جان جوريس، أن الهجوم الايراني على إسرائيل سيسمح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بالاستقرار في وضع مريح كأمير الحرب الذي ينوي الانتقام لمواطنيه المصابين بصدمات نفسية.
وأوضح «خالفا» في مقابلة أجرتها صحيفة ليبراسيون، أن صورة نتنياهو شهدت انخفاضا مذهلا في استطلاعات الرأي حتى قبل 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فقد مزق المجتمع الإسرائيلي بإصلاحاته القضائية غير الليبرالية، وأظهرت كل استطلاعات الرأي خسارته في حال إجراء انتخابات مبكرة.
لكن نتنياهو بنى مسيرته السياسية من خلال الادعاء بأنه يجسد بمفرده «المعسكر الوطني» والمنقذ النهائي لإسرائيل في مواجهة التهديدات التي تواجهها، لكن هذه الواجهة انهارت في 7 أكتوبر، وكان السؤال بالنسبة له هو كيفية استعادة صورته كضامن لأمن إسرائيل؟
وهو يعرف، أفضل من أي شخص آخر، ديناميكيات الحياة السياسية الإسرائيلية، ويعرف تماما كيف يستغل انقساماتها.
ونتنياهو يلعب كثيرًا على العواطف، وخاصة على الخوف والقلق، في بلد يتعرض لتهديد مستمر.