أكدت كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية أن التصريحات الصادرة عن الرئيس الأمريكي بشأن تهجير وتطهير عرقي لأهل غزة تمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي وإخلالًا بالأمن والسلم العالميين، ما يستوجب المساءلة الجنائية.
وأوضحت الكتلة، في بيان لها اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة الأمريكية تواصل دعمها ومشاركتها للاحتلال الصهيوني في الحرب على غزة، وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، مما أدى إلى دمار هائل وفوضى في القطاع.
وفي إطار الرد على هذه التصريحات، شددت الكتلة على أن أهل غزة هم وحدهم أصحاب القرار في مصيرهم وعلاقاتهم مع أشقائهم العرب والمسلمين، ولا يحق لأي جهة، سواء الاحتلال الصهيوني أو الإدارة الأمريكية، فرض وصايتها عليهم. وأكدت أن الشعب الفلسطيني يتمسك بحقه في العودة إلى أرضه، ولن يقبل بأي حلول بديلة.
وشددت الكتلة على أن تصريحات الرئيس الأمريكي لا قيمة لها من الناحية الشرعية أو القانونية، وتعد مراهقة سياسية تستند إلى حسابات غير مشروعة، مؤكدة أن ما فشلت الولايات المتحدة والاحتلال الصهيوني في تحقيقه عسكريًا لن يتحقق عبر وسائل أخرى.
وحذرت الكتلة من أن المخططات الأمريكية والصهيونية تستهدف المنطقة بأسرها، وليس فلسطين وحدها، مؤكدة على وحدة الشعبين الأردني والفلسطيني في مواجهة هذه المخططات، وأن غزة ستظل لأهلها، باعتبار ذلك حقًا شرعيًا وقانونيًا وإنسانيًا لا يمكن التنازل عنه.
وأضاف البيان أن تحقيق الأمن والاستقرار والسلام العالمي لن يكون ممكنًا إلا بزوال الاحتلال الصهيوني، وتحرير كامل التراب الفلسطيني، وعودة المسجد الأقصى للمسلمين، وإطلاق سراح الأسرى، وعودة اللاجئين وتعويضهم.
كما أكدت الكتلة دعمها لموقف جلالة الملك عبد الله الثاني الرافض ليهودية القدس، ولأي محاولات تهجير أو توطين، مشددة على ضرورة وحدة الصف الوطني وتعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة هذه التحديات.
ودعت الكتلة الحكومة الأردنية إلى تقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة ترامب كمجرم حرب، كما طالبت بعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذه المخططات.
وفي السياق ذاته، دعت الكتلة إلى إلغاء جميع الاتفاقيات مع الاحتلال الصهيوني، وقطع العلاقات الدبلوماسية معه، مؤكدة على ضرورة إعادة الخدمة العسكرية لتعزيز الجاهزية الوطنية لمواجهة التحديات.
واختتمت الكتلة بيانها بالتأكيد على أن الأردن بجميع مؤسساته الرسمية والشعبية سيبقى جبهة متراصة في مواجهة أي تهديدات، وأنه لن يكون بأي حال من الأحوال وطنًا بديلاً عن فلسطين. كما شددت على أن كرامة المواطن الأردني فوق أي اعتبارات للمساعدات الأمريكية، داعية إلى بناء تحالفات دولية وإقليمية بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.
وتاليا نص البيان:
بيان صادر عن كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية حول تصريحات الرئيس الامريكي
إن ما جاء بتصريحات الرئيس الامريكي من تهجير و تطهير عرقي لأهل غزة يمثل خروجا على القانون الدولي و إخلالا بالسلم والأمن العالميين ويرتب المساءلة الجنائية ..
هذا ولا يخفى على البشرية دعم الولايات المتحدة الأمريكية و مشاركتها للاحتلال الصهيوني بالحرب على غزة وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية واحداث الفوضى والدمار الهائل بشكل مباشر ..
هذا و في إطار الرد على تصريحات ترامب بإعلان الحرب و التوسع ... و التهجير والتطهير العرقي لأهل غزة فإن القول للمقاومة واهل غزة وهم من يمثلون أنفسهم ويقررون مصيرهم ومصالحهم العليا وعلاقاتهم باشقائهم العرب والمسلمين ..
وليس للامريكان واليهود المحتلين الصهاينة فرض وصايتهم على الأشقاء في غزة ..
هذا إلى أن العالم كله يشاهد أهل غزة وقد بدأت تحركاتهم وتحشداتهم في الميادين للعودة إلى منازلهم حتى وهي مدمرة فأهل غزة لا يقبلون بديلا عنها في أي مكان في العالم .. وهم في ذلك يمارسون حقهم بتقرير مصيرهم وفق المشروعية و القانون الدولي ..
إننا ككتلة حزب جبهة العمل الاسلامي النيابية نعلن أن هذه التصريحات لا قيمة شرعية لها و لا قانونية ويستحيل عقلا وواقعا إنفاذها وتمثل مراهقة ومغامرة سياسية لحسابات دينية وسياسية غير شرعية ..
ونؤكد أن ما عجزت عن تحقيقه الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الصهيوني واحلافهم في الحرب على غزة لن ينالوه بأية وسيلة أخرى ..
فصمود وثبات المقاومة وحاضنتها الشعبية شكل خط الدفاع الأول عن غزة و فلسطين و الاردن والأمة ..
وإننا في كتلة حزب جبهة العمل النيابية لطالما حذرنا أن الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الصهيوني يستهدفون النظام العربي والإسلامي بمجموعه وليس فلسطين وحدها ..
هذا و إن الشعب الاردني والشعب الفلسطيني والأمة على قلب رجل واحد في مواجهة المخططات والمشاريع الأمريكية والصهيونية ..
فغزة لن يسكنها ولن يديرها الا أهلها وهذا حقهم الشرعي والقانوني والإنساني ..
إن طريق الأمن والاستقرار والسلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا بزوال الاحتلال الصهيوني وتحرير كامل التراب الفلسطيني وعودة المسجد الأقصى المبارك إلى المسلمين وتحرير الأسرى وعودة اللاجئين وتعويضهم ورفض كل المشاريع الاستعمارية ..
إننا في كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية نعلن للقاصي والداني أننا في خندق الدفاع عن الأردن وأمنه واستقراره وسيادته وأنه عصي على التطبيع والتطويع والوطن البديل والتهجير والتهديد ..
هذا الوطن الذي نعشق أرضه وسماءه وهواءه ..
ونستذكر في هذا الإطار ما أعلن عنه جلالة الملك انه لا ليهودية القدس ولا للتهجير ولا للتوطين ولا للوطن البديل وأنها تعتبر خطوط حمراء ..
ونحن ندعم بقوة هذا الموقف الذي يحافظ على الحقوق الأردنية والفلسطينة والعربية والإسلامية وهذا يتطلب وحدة الصف وجمع الكلمة وتمتين الجبهة الداخلية في مواجهة المخططات الأمريكية والمشروع الصهيوني .. ونؤكد أنه لا بد من إعادة النظر بوجود القواعد الأمريكية على الأرض الأردنية والعربية والتي تشكل عبئا أمنيا واستراتيجيا واقتصاديا واجتماعيا ويشكل وجودها خطرا على الهوية العربية والإسلامية و الأردنية..
وفي ذات السياق فإن للحكومة مدعوة لتقديم شكوى لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية ومحكمة لاهاي لمحاكمة ترامب كمجرم حرب ..
كما لا بد من الدعوة لعقد اجتماع طارىء لجامعة الدول العربية و لمنظمة التعاون الإسلامي لتحمل مسؤولياتهم ومواجهة هذه المشاريع الاستعمارية التي تستهدف الأمة العربية والإسلامية وأمنها واستقرارها وسيادتها ووحدتها ..
وندعو لإلغاء كافة الاتفاقيات مع العدو الصهيوني وقطع العلاقات الدبلوماسية معه ..
ونؤكد على مطالبنا بإحياء الروح العسكرية و عودة الخدمة العسكرية لمواجهة كل التحديات الماثلة أمامنا .. وإننا نستذكر معركة الكرامة ودور الجيش العربي بكسر إرادة الاحتلال وإجبارهم على طلب وقف إطلاق النار ..
ختاما نؤكد أنه لا يحق لترامب ولا لإدارته ولا للاحتلال الصهيوني تقديم مشاريع استعمارية مجرمة .. تمثل اعلان حرب و اعتداء على سيادة دول أعضاء في الأمم المتحدة ولا يحق لهم التدخل في السياسية الداخلية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال الصهيوني ولا التدخل في السياسة الداخلية للدولة الأردنية والمس بنسيجها الوطني وسياساتها الداخلية .. فالأردن بجميع مؤسساته الشعبية و الرسمية جبهة واحدة متراصة في مواجهة التهديدات فنحن على قلب رجل واحد للدفاع عن الأردن .. فالأردن لن يكون وطنا بديلا عن فلسطين ..
لقد رفعنا الصوت عاليا في كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي لمواجهة مشاريع ترامب في دورته الرئاسية الاولى .. وتوحدت كل الجهود الشعبية والرسمية في الأردن وافشل الاردن صفقة القرن والأردن لن يحيد عن ثوابت الأمة وهو دولة قوية وله عمق عربي وإسلامي ومناصرون من احرار العالم ..
ونؤكد أن كرامة المواطن الأردني اهم من كل مساعدات الامريكان .. وأن تصريح ترامب لا يعبر عن رأي الشارع الأمريكي ..
إن الأردن بحاجة إلى إيجاد تحالفات دولية وإقليمية بعيدا عن الامريكان ..
دام الاردن وطنا حرا آمنا مستقرا ترعاه عناية الرحمن
كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية..
عمان ـ الاردن
اليوم الاثنين ٢٧ رجب ١٤٤٦ الموافق
٢٧ / ١ / ٢٠٢٥