في ظل الضغوط المتزايدة التي يواجهها الموظفون في بيئة العمل المعاصرة، أصبحت الصحة النفسية واحدة من الأولويات القصوى التي يجب على الشركات والمؤسسات الاعتناء بها. فالأعباء المتزايدة والمواعيد النهائية الضاغطة، بالإضافة إلى التغيرات المستمرة في بيئة العمل، كلها عوامل يمكن أن تؤثر سلبًا على رفاهية الموظفين النفسية.
في ظل الضغوط المتزايدة التي يواجهها الموظفون في بيئة العمل المعاصرة، أصبحت الصحة النفسية واحدة من الأولويات القصوى التي يجب على الشركات والمؤسسات الاعتناء بها. فالأعباء المتزايدة والمواعيد النهائية الضاغطة، بالإضافة إلى التغيرات المستمرة في بيئة العمل، كلها عوامل يمكن أن تؤثر سلباً على رفاهية الموظفين النفسية.
للقائد في مكان العمل دور أساسي في بناء بيئة عمل صحيّة من حيث قدرته على وضع القوانين الدّاعمة للصحّة النفسيّة. سوف نستعرض خمس ممارسات يجب على القائد اتّباعها لتعزيز الصحّة النفسيّة في العمل.
1. تشجيع الحوار:
بناء بيئة تشجّع الحوار بين الموظّفين ضروري لدعم الصّحة النّفسيّة، وعلى القائد أن يكون مثالاً لهذه العادة من خلال الاستماع إلى مخاوف الموظفين. على القائد أن يكون ودوداً ومتفهماً عند الاستماع إلى التحديّات التي يواجهها الموظفون. قد تساهم الاجتماعات الفرديّة وقناة التعليقات المجهولة في تأمين مكان آمن للموظفين للتعبير عن رأيهم.
2. اعتماد جداول عمل مرنة:
المرونة أمر أساسي للحفاظ على توازن صحي وسليم بين العمل والحياة الشخصيّة، وهذا يؤثر مباشرةً على الصحة العقلية. ينبغي على القائد النظر في تقديم خيارات العمل عن بُعد وإمكانية الحصول على إجازات للاهتمام بالذات عندما تدعو الحاجة. تساعد هذه الإمكانيّات الموظفين على التعامل مع مسؤولياتهم الشخصية إلى جانب واجباتهم المهنية، الأمر الذي يقلّل من التوتر ويمنع الإرهاق. يمكن للقائد خلق بيئة عمل داعمة وقابلة للتكيف، من خلال تلبية الاحتياجات والأفضليات المختلفة.
3. استغلال دوافع الموظفين:
من المهم فهم أسباب عمل الموظفين ودوافعهم الشخصيّة للحفاظ على فريق مندفع، لذلك على القائد العمل على أن تصبح أهداف الموظف تتوافق مع أهداف القسم الذي يعمل فيه. أضف إلى ذلك، من الأفضل استبدال الأعمال التي ترهق الموظفين بأعمال أُخرى أخف وطأة عليهم.
4. الاحتفال بالإنجازات:
تؤثر بيئة العمل الإيجابية والداعمة على الصحة العقلية كثيراً ويمكن للقائد تعزيزها من خلال إنشاء بيئة ركائزها الاحترام والشمولية. يبدأ ذلك بمعالجة التنمر ومنعه في مكان العمل، وبتعزيز العمل الجماعي، والاعتراف بالإنجازات، كما يمكنه تشجيع الإجازات المنتظمة، وأنشطة بناء الفريق، وتوفير بيئة عمل مريحة لخلق واحة أكثر صحة. يمكن أن يؤدي الاعتراف بالإنجازات والاحتفال بها إلى تعزيز الروح المعنوية وخلق بيئة عمل أكثر إيجابية.
5. قدوة في العناية الذاتية:
يضبط القادة نمط العمل في المؤسسة، لذا وجب عليهم ممارسة الرعاية الذاتية وإعطاء الأولوية لصحتهم العقلية. يمكن للقادة ومن خلال مناقشة تحدياتهم الذاتية وأهمية الرعاية الذاتية تشجيع الموظفين على الاقتداء بهم، كما يجب إظهار عادات العمل الصحية مثل الفصل بين العمل والحياة الشخصية، إدارة التوتر، طلب الدعم عند الحاجة بهدف إلهام الموظفين لتبني هذه الممارسات الصحية.
إن تعزيز الصحّة النفسيّة في مكان العمل يتطلّب جهداً ملحوظاً من قبل القادة الملزمين بخلق بيئة صحية وداعمة في مكان العمل تؤثر إيجابياً على السلامة النفسيّة للموّظفين. لا تحسّن هذه الممارسات الصحّة النفسيّة فقط، بل تساهم في الوصول إلى يد عاملة منتجة وفعّالة، كما أن الاستثمار في الصحة النّفسيّة يعد استثماراً للنجاح ولاستدامة المؤسسة.