مقالات __ كتاب __ صوت جرش
* في ذكرى الوفاء والبيعة، نستذكر قول الحسين رحمه الله: حتى لا تسقط من ايدينا.. الكتاب والسنابل والبندقية
مواقف وكلمات في الخطاب السامي للمغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه ، تتحدث بوحي من الضمير ورؤية المستقبل وبوعي السياسي والقائد البصير عن حوادث قادم الايام .
ليس فقط التحذير القوي في خطاب فك الارتباط عام 1988 حين قال :
" ستضعون القضية الفلسطينية في مهب الريح "
بل في العديد من مواقفه وأحاديثه ليمثل الحسين ضمير الامة ، ولا زالت صورة الحسين في القلب والوجدان ، لا يمكن الا ان نعيش مع حالك تلك الايام ومرها، سنوات صعبة عشناها مع الحسين على مدى سبعة واربعين عاما ،ايام العقائديات والحزبية المتجذرة والمؤامرات القاسية والحرب المكرهة علينا ،وتعدد الاعداء واشدهم من الاصدقاء ،وعشنا زمن الحصار والحشودات على حدودنا ،والحصار الجوي ،ومحاولات الاغتيال في البر والجو ،،،
هذه الايام الحوالك ما كنا نشعر بحجم قساوتها ومرارتها لاننا جميعا كنا على ثقة بقائدنا ،يمنحنا في كل يوم شعورا بالتفوق على التحديات ، يجوب العالم ويحمل رؤى وطنية فيها تحصين للاردن وكسب الاحترام والتأييد وتسهيل تدفق المساعدات .. وكلما مالت الريح علينا نرى الحسين ذلك السد المنيع في وجه كل العواصف ، وليس من فراغ ان يصفه مؤرخو العصر بانه دائم التجذيف في بحر متلاطم أو أنه دائم التبديل والحركة على بسكليت لا يتوقف ابدا.
وحين نستذكر رحلة الحسين ،فهو معرب قيادة الجيش العربي الاردني وهو في اقل من العشرين من عمره ، وخاض تجارب السياسة ،وعاش نوائب الدهر العربي ومصائب الداخل من اؤلئك الذين كانوا يدارون من خارج الاردن وقد صمموا علما اردنيا جديدا ووضعوا دستورا وتوزعوا مناصب الرئاسة والوزارات والحكام العسكريين ..
في العشرة سنوات الاولى كتب الحسين بالعربية والانجليزية كتاب ليس من السهل ان تكون ملكا "Uneasy Lies The head" وهو يتحدث عن مصاعب الحكم في العشرة الاولى من حكمه حين واجه معضلة حلف بغداد ومسألة تعريب قيادة الجيش وحركة الضباط الاحرار وتعرض لعدة محاولات انقلابية وتعرض لاختطاف في الجو فوق سماء دمشق ، ولكن كيف نصف سنوات الحكم التالية لجلالته حين كان الاعصار عنيفا من كل حدب وصوب .
كان رهان الحسين على شعبه دائما ،الذي كان مع الحسين الاب والاخ والرفيق ، وقد منح لنا جميعا ثقة بالنفس وحالة من الاعتزاز ودرجة سامية من الكبرياء ، كنا نعتز ونفتخر في كل بقاع العالم بن نقدم انفسنا كأردنيين من بلد الحسين ..
الحسين الذي كان يخاطب شعبه بلغة العقل والقلب والمشاعر .. يتحدث من واقع يومه وحياته ،ومن وجدانياته ومعرفته بحاجات شعبه الوفي .. واصبحت كلماته مقولات نتداولها في احاديثنا ونجد فيها مادة خصبة لكتابة مقالاتنا او اعداد برامجنا او لابحاثنا ، كلمات مثل الزحام يعيق الحركة ، او قوله حتى لا تسقط ثلاث من ايدينا الكتاب والسنابل والبندقية في اشارة الى التماسك الوطني ،وقوله من يكون عدو الوحدة الوطنية فهو خصمي الى يوم القيامة ، وغيرها من كلمات هي حكمة من رجل عاش في وجداننا ولا زال ..
هكذا كانت الرحلة مع ملك عاش بين شعبه بلا حواجز او مراسم كما كان يقول دائما .. وهو قد نذر "عبدالله " من يوم ولادته ليكون جنديا في جيش العروبة مخلصا لامته ، وهو يرحمه الله يخاطبه يوم تنصيبه وليا للعهد في 26كانون الثاني 1999 واني اتوسم فيك الخير ..
ويعيش جلالة الملك عبدالله الثاني ذات الحالة في الدفاع عن الاردن ومواجهة اعتى المؤامرات الدولية ، وهو يحارب على جبهات عديدة للحفاظ عل الامن الوطني الاردني من جهة ، وتوفير أدنى كرامة العيش لأهلنا في غزة ، وفي جبهة العالم يناضل من اجل الحق الفلسطيني المشروع ومنع التهجير .
ونحن نعيش هذه المرحلة الجديدة مع قائدنا الملك عبدالله الثاني بذات الاحساس وتلك الروح لان فينا حبا وعقدا ثابتا ووفاء لال البيت الاطهار ولقيادتهم الرشيدة ..