عشت حياتي أقلب صفحات التاريخ بشغف، فلم أعرف أغرب صمودا ولا أعجب صبرا ولا أشجع اقداما ولا أبرع أعدادا ولا أطول حصارا ولا أصدق قادة ولا أشد خذلانا من هذه الثلة المرابطة في وجه عدونا الأزلي ومن يعاضده من الأقربين والأبعدين، ولكنها مفاعيل العقيدة عندما تستوطن القلوب المؤمنة.

سلام على أرواحكم المباركة، بوركت دماؤكم الطاهرة، طابت أنفاسكم الصادقة، سلام على ترابكم المجبول بالطهر رغم القهر، وتحيات عطرات الى المكلومات والفاقدات المقهورات من أمهات وحرائر المسلمين الراضيات المرضيات في ضحضاح المهلكة وأفران المشاوي البشرية امام أعين المتخاذلين في بلدان الأمة.

يا أطفال المحرقة ياتيجان الرؤوس: ها أنتم بعد 500 ليلة طويلة تصنعون فجرا للأجيال المحرومة، وها هو طوفانكم الأطول يزهر نصرا، ولقد لويتم عنق التاريخ ليفخر بكم في مواجهة الدول الغربية النووية والكيانات العربية القهرية، وحق لكم ان تعزونا في تخاذلنا وغثائيتنا وعيشنا على رصيف الحياة كالسوائم، فعلا ما أوحش الحياة بلا عقيدة تعمل، ومشروع يفعل، ورسالة تحقق.