نعى رواد منصات التواصل الاجتماعي، قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف ورفاقه القادة الشهداء، وتداولوا صورة أبو خالد الذي بقي لعشرات السنين مطاردًا من دون أن يتمكن الاحتلال من الوصول إليه.
وأوضح المتابعون أن هذا الوجه لم يُكشف إلا بعد استشهاده، قائلين: "هذا ليس موتا، هذه ولادة"، فيما أكد أخرون أن سيرته الخالدة ستظل حاضرة في أذهان الأجيال على مر السنين.
وأشار آخرون إلى أن "استشهاد الضيف ورفاقه يُعد فقدانا لكوكبة تقية رضية كانت مجهولة الشكل عند أهل الأرض، ولكن معروفة في السماء. وقد عبّدوا الطريق نحو القدس، وجهزوا الرجال، وأشادوا بالشهادة التي نالوها.
وأكد نشطاء، أنه إن كان الجسد قد آن له أن يستريح، فإن الفكرة التي عاش لأجلها ستظل نابضة بالحياة، تتوارثها الأجيال، وتستلهم منها دروس العزة والكرامة. لن يطوى اسمه في سجل النسيان، بل سيظل محفورًا في ذاكرة الوطن والأمة، عنوانًا لرجل لم يعرف الخضوع، ولم يساوم على حق، ولم ينحنِ لعاصفة، فسلام عليه في الخالدين، وسلام على كل من سار على دربه.
وقالوا: كُنية واحدة كفيلة بأن تترك العدو يَلهث خلف سراب لا ينتهي، يَتخبط في ظلام يَزداد وحشة، يُرهقه البحثُ، ويَستنزفه الشكُ حتى التآكل، قادة الدهاءِ الجُدد، لا تُعرَف أسماؤهم، بل تُخلّد بطولاتهم، وتظلُّ أصداؤهم مدوية في وقع الخطى الثابتة والانتصارات المتوالية، حتى إذا لقوا وجه الله العزيز الحكيم، عَرَفت الأرضُ مَن كانوا، وعَرَّفهم التاريخ بأسمائهم، وخلّدهم المجدُ إلى الأبد.
وفي تعليق له، تساءل الدكتور عبد الله معروف “أتدري ماذا يعني أن يكون المرء مطاردًا لثلاثين عامًا؟”، في إشارة إلى حياة الضيف المليئة بالتخفّي والعمل السرّي ضد الاحتلال الإسرائيلي.
فيما كتب وسام عفيفة “يترجل الضيف اليوم ولكنه لا يغادر، فالمقاومة ليست رجلًا، بل فكرة، والأفكار لا تموت”، وقال الباحث سعيد زياد “خير المعارك تلك التي يُقتل فيها قائدها، تقبلك الله يا أبا خالد”.
وكالة "شهاب" رصدت موجة واسعة من الحزن على المنصات الرقمية، حيث تسابق المغردون لنعي “رجل الظل” ورثائه واستذكار دوره في معركة “طوفان الأقصى“.
واستحضر متابعون مسيرة محمد الضيف النضالية بـ"الأسطورية"، حيث نجا من 7 محاولات اغتيال، وفقد أجزاءً من جسده الطاهر، مؤكدين على أنه قائد أركان أطهر حركة على وجه الأرض في الزمن الحديث، وأحد أركان الطوفان الكبير.
فيما كتب الإعلامي أحمد منصور، عبر منصة "إكس"، "تتميز حماس بأنها حركة ولادة للقيادات،فمنذ استشهاد مؤسسها وزعيمها الشيخ احمد ياسين وحتى القائد محمد الضيف وثلة القادة معه لم يلحظ أحد فراغا في القيادة أو تراجعا في الأداء،وربما تكون حركة التحرير الوحيدة في العالم التي تتميز بذلك لأسباب كثيرة،على رأسها صلابة المنهج ووحدة الصف،وقوة العقيدة".
أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبر المتحدث باسمها أبو عبيدة، عن استشهاد قائد أركانها محمد الضيف (أبو خالد)، إضافة إلى استشهاد عدد من قادة المقاومة البارزين، منهم مروان عيسى، نائب قائد أركان القسام، وغازي أبو طماعة، قائد ركن الأسلحة والخدمات القتالية، ورائد ثابت، قائد ركن القوى البشرية، ورافع سلامة، قائد لواء خان يونس.