أعلنت السلطات السعودية قبل أيام عن اعتقال رجل الأعمال والمؤلف خالد إبراهيم الجريوي، متهمة إياه بالاحتيال على الأنظمة البنكية والحصول على 493 مليون ريال (131مليون دولار).
وقالت هيئة الرقابة ومكافحة الفساد "نزاهة" إنها وبالتعاون مع رئاسة أمن الدولة، والبنك المركزي السعودي، قبضت على الجريوي لقيامه بالاشتراك مع موظف في بنك محلي بعملية الاحتيال، من خلال قيام "المثقف السعودي" بتقديم طلب تمويل يتضمن صكوكا لعقارات غير صحيحة وعقودا وهمية لاستثمار تلك العقارات من قبل جهات حكومية، وقيام الموظف بقبول طلبه.
وبحسب التفاصيل الرسمية، فإنه، وبعد استلام الجريوي للمبلغ، قام بتحويل مليون ريال (266 ألف دولار) إلى خارج المملكة وشراء عقارات وتسجيلها بأسماء أقاربه بهدف إخفائها.
واللافت في القضية أن السلطات أعلنت أيضا اعتقالها ثلاثة موظفين في المديرية العامة للجوازات (هم: عبدالله مسعد العنزي، نواف جخيدب الحربي، عبدالرحمن مطر الشمري)، واتهمتهم بتسهيل دخول وخروج الجريوي للمملكة بطريقة غير نظامية مقابل مبالغ مالية يتحصلون عليها.
من هو الجريوي؟
الجريوي عرّف نفسه في لقاءات صحفية وتلفزيونية سابقة على أنه رجل أعمال، وأديب ومثقف سعودي.
وكان الجريوي مالكا لمؤسسة "الإنشاء والتقنية" في تسعينيات القرن الماضي. وهو مؤلف كتابي "على عتبات العمر" و"رفوف الحياة".
وقال الجريوي إنه وضع خلاصة تجربته في الحياة في هذين الكتابين، وكتب فيهما مواقف شخصية حصلت له.
واللافت أن وسائل إعلام سعودية اهتمت بالجريوي بشكل كبير، وتغزلت فيه، إذ وصفه مذيعان في قناة "روتانا" قبل سنوات بأن الله "وهبه بسطة في النقاء والنبل والثقافة والإنسانية".
وفي مقابلة مع الإعلامي أحمد العرفج، قال الجريوي إنه شخص محب للرياضة والمشي، وأنه يسير يوميا لمدة لا تقل عن 14 كم، فضلا عن شغفه بالثقافة وحب القراءة والاطلاع.
واتهمت حسابات سعودية، بعض وسائل الإعلام بالتكسب من الجريوي مقابل إظهاره على الشاشة، قائلين إنه ليس الشخص الأول الذي يتم الترويج له قبل أن يتورط في قضايا فساد.
تورط خالد الجريوي بقضايا فساد، لم يكن مفاجئا بالنظر إلى ما جرى معه ومع اثنين من أبنائه قبل أشهر قليلة فقط.
ففي أيار/ مايو الماضين أعلنت الأمانةُ العامة للجان الفصل في منازعات الأوراق المالية عن قرار بإدانة 13 مستثمرا بمخالف نظام السوق المالية ولوائحه التنفيذية، ومن بينهم خالد الجريوي واثنان من أبنائه.
وجاء في الإعلان أن كلا من نوف بنت خالد الجريوي، وشقيقها إبراهيم بن خالد الجريوي، إضافة إلى آخرين أدينوا بإدخال أوامر شراء بهدف التأثير في سعر السهم ارتبط بعضها بأوامر بيع، خلال تداولهم على أسهم عدة شركات، بهدف التلاعب والاحتيال.
وألزم القرار خالد الجريوي بدفع 8 ملايين ريال (2.3 مليون دولار) لحساب هيئة السوق المالية نظير المكاسب غير المشروعة المتحققة على محفظته الاستثمارية، إضافة إلى تغريمه ذات المبلغ 8 ملايين ريال، ما مجموعه 16 مليونا (4.6 مليون دولار).
وقضت اللجنة بإلزام نوف ابنة خالد الجريوي بدفع 1.2 مليون ريال (320 ألف دولار) لحساب هيئة السوق المالية، إضافة إلى تغريمها بـ350 ألف ريال (93 ألف دولار). كما أنها قضت بإلزام شقيقها بدفع 89.5 ألف ريال (24 ألف دولار)، وتغريمه 30 ألف ريال (8 آلاف دولار).
لم تكن التفاصيل الرسمية المعلنة من قبل السلطات السعودية محل تصديق عند الجميع، إذ سارع مغردون للتشكيك في طبيعة التهم الملقاة ضد الجريوي.
وقالت حسابات سعودية إن سياسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تقوم منذ سنوات على الاستيلاء على أموال الأثرياء بعد اتهامهم بالفساد.
وأعاد ناشطون نشر تغريدات كان قد كتبها خالد الجريوي قبل أكثر من 10 سنوات، أبدى فيها تعاطفا مع معتقلي الرأي في السعودية، ودعا إلى الإفراج عنهم.
وامتدح الجريوي في تغريدات الداعية المعتقل سلمان العودة، والداعية محسن العواجي، والحقوقي البارز محمد البجادي الذي يقبع في السجن منذ نحو 13 سنة.
واستذكر ناشطون قضية اعتقال إمام مسجد قباء الشيخ إبراهيم الجهني قبل عام في تشرين ثاني/ نوفمبر 2023، بعد اتهامه بتلقي رشوة بلغت 500 ألف ريال (133 ألف دولار).
وقال ناشطون حينها إن التشهير بالجهني قد يكون دافعه تشويه صورة رجال الدين، مشككين في تورطه بقضايا فساد ورشاوى.