منذ عقود بلغت معدلات الوفيات بسبب الإصابة بالإيدز الذروة، ما استدعى المطالبة بتدخل الحكومات. بالفعل، تدخلت الولايات المتحدة عبر برنامج الرئيس للحالات الطارئة في مواجهة الأيدز PEPFAR في عام 2023، وقد شكل أهم برنامج الدعم الأنجح عبر التاريخ وفق ما نشر في Euronews. التحول الكبير الذي يحصل اليوم هو اتخاذ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار وقف هذا النوع من المساعدات ما يحدث انقلاباً في هذا النظام الذي كان قد أنقذ حياة ملايين الأشخاص طوال 20 عاماً. فهذا القرار يقلب المقاييس لملايين مرضى الإيدز الذين يعتمدون على هذه العلاجات للبقاء على قيد الحياة، وبطبيعة الحالة تعتمد حياتهم على هذه المساعدات.
كيف يؤثر الإيدز على الجسم؟
يساهم الإيدز في إضعاف جهاز المناعة تدريجاً ما يجعله أكثر هشاشة في مواجهة الأمراض، ومن ضمنها تلك الأمراض التي تعتبر نادرة لدى الأشخاص الأصحّاء. أما وقف العلاجات التي يعتمد عليها المرضى، فيؤدي إلى انتشار الفيروس في أجسامهم من جديد، ومن الممكن ان تتشكل مقاومة على العلاج مع الوقت. حتى إنه من الممكن أن تحصل قفزة في مستوى الفيروس في جسم المريض خلال أسابيع ليعود ظاهراً في فحوص الدم خلال أسابيع، ما يعرّض في الوقت نفسه أشخاص آخرين للخطر لوجود خطر انتقال المرض عبر العلاقة الجنسية. أما الأطفال الذين تكون أمهاتهم مصابات بالمرض فيمكن أن ينجوا من الإصابة به إذا كانت الأم تخضع للعلاج المناسب خلال الحمل أو في حال معالجة الطفل مباشرة بعد الولادة. أما في حال عددم تلقي المرضى علاجاتهم، فيتطور المرض ليبلغ مراحله النهائية.
وتجدر الإشارة إلى أنه من الممكن أن يعيش المريض خلال قرابة ثلاث سنوات لا أكثر في حال عدم تلقيه العلاج. وخلال فترة طويلة، من الممكن ألا تظهر أي أعراض واضحة، لكن يسهل على المريض أن ينقل الفيروس إلى الآخرين ويصبح جهاز المناعة أكثر هشاشة في مواجهة أي من الأمراض التي يمكن التعرض لها ومنها الالتهابات الرئوية والفطرية والسلمونيللا والسل. وفي حال عدم تلقي العلاج ، تتزايد الاضرار الصحية التي يمكن التعرض لها ويصبح جهاز المناعة ضعيفاً للغاية بحيث من الممكن التعرض للجراثيم والأمراض في أي ظرف من الظروف. علماً أنه في جنوب أفريقيا تسجل أعلى أرقام من الإصابات بالإيدز وفيها أيضاً من أعلى أرقام سل في العالم. وبالتالي يمكن أن يشكل قرار وقف المساعدات للعلاج كارثة حقيقية.
طوال سنوات، كان هناك تركيز على أهمية حصول المرضى على علاجاتهم المناسبة بانتظام، مع أهمية تلقي العلاج يومياً في الوقت نفسه. أما اليوم فمن الصعب تطبيق ذلك.