حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأحد، الأوروبيين على الاستعداد للرد على أي رسوم جمركية من المحتمل أن يفرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك خلال مقابلة بثّتها الأحد شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية.
وقال ماكرون: "أعتقد أننا يجب أن نكون مستعدين (...) للرد. لكنّي أعتقد، أبعد من ذلك، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون مستعدّاً للدفاع عمّا يريده ويحتاجه"، وذلك في المقابلة التي أجريت الخميس وبُثّت الأحد.
وتابع الرئيس الفرنسي: "سؤالي الأول للولايات المتحدة هو: ما هي مشكلتكم الأولى؟ هل هي الاتحاد الأوروبي؟ لا أعتقد ذلك. مشكلتكم الأولى هي الصين"، مذكّراً بأنّ التكتل "حليف" للولايات المتحدة.
أضاف: "إذا كنتم تريدون أن تستثمر أوروبا أكثر وتنخرط في الأمن والدفاع (...) أعتقد أنه من مصلحة الولايات المتحدة عدم مهاجمة أوروبا وعدم تهديدها بالرسوم الجمركية".
وحذّر سيدّ الإليزيه من عواقب أي إجراء كهذا على الأميركيين بالقول "إذا فرضتم رسوماً جمركية على قطاعات عدة، فسيؤدي ذلك إلى زيادة الأسعار وخلق تضخّم في الولايات المتحدة".
ألمانيا
أكّد المستشار الألماني أولاف شولتس أن الاتحاد الأوروبي لا يزال ينتظر إخطاراً رسمياً بفرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة لكن أي خطوة من هذا القبيل ستُقابل بإجراءات انتقامية.
وأضاف شولتس لصحافيين خلال فعالية انتخابية بشمال ألمانيا "نظراً لعدم وجود أي شيء رسمي حتى الآن، لا يمكننا إلا أن نقول بحذر شديد، ولكن بوضوح كبير، إن على أي أحد يفرض رسوما جمركية أن يتوقع إجراءات مضادة".
من جهّته، أعلن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك أن أوروبا مستعدّة لاتخاذ إجراءات للرد على قيود تجارية محتملة، وذلك بعد عقده مناقشات مع جماعات الضغط التجاري وأعلى ممثل تجاري للاتحاد الأوروبي بشأن تهديد الرسوم الجمركية من الولايات المتحدة.
وقال هابيك في بيان "يجب على أوروبا الرد بشكل موحّد وحاسم على القيود التجارية أحادية الجانب. ونحن مستعدّون لذلك".
وذكر البيان أن هابيك عقد اليوم اجتماعاً مع ممثلي قطاع التجارة حول العلاقات المستقبلية عبر الأطلسي وأجرى محادثات هاتفية مع مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروس سيفكوفيتش.
ولفت أيضاً متحدّث باسم وزارة الاقتصاد الألمانية إلى أن الحكومة تعمل على تجنّب زيادات الرسوم الجمركية التي هدّد ترامب بفرضها.
وأضاف المتحدّث أن برلين "تعمل على ضمان عدم تنفيذ هذه الإجراءات".
بريطانيا
من جهّته، لفت متحدّث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى أبريطانيا لم تطلع على تفاصيل الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها على صادرات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة.
وأضاف المتحدث أن بريطانيا تواصل التعامل مع الإدارة الجديدة في واشنطن بالشكل الملائم.
وأوضح المتحدّث باسم ستارمر أن بريطانيا تستعد دائماً لجميع التطورات رغم أن تأثير تلك الرسوم لا يمكن التنبؤ به دون الاطلاع على التفاصيل.
وقال للصحافيين "لم أطلع على أي مقترحات مفصلة بعد ورود التقارير خلال الليل، ولكننا سنرد بالشكل الملائم بالتأكيد".
يُلوّح الرئيس الأميركي الجديد منذ توليه الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية في 20 كانون الثاني/يناير، بفرض رسوم جمركية على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، وهو قال في الأسبوع الماضي إنّ المنتجات الأوروبية ستكون "قريباً جدّاً" مستهدَفة بدورها برسوم جمركية.
وقال ترامب في تصريح لصحافيين في أواخر الشهر الماضي إنّ "الاتحاد الأوروبي عاملَنا على نحو سيّئ جدّاً".
وفي حين علّق العمل لمدة شهر برسوم جمركية كان أمر بفرضها على كندا والمكسيك، أبقى على تلك التي أمر بفرضها على الصين بما في ذلك ضريبة إضافية بنسبة 10 في المئة على السلع.
والأحد، أعلن أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على وارداتها من الصلب والألمنيوم اعتباراً من الإثنين.