البنك الدولي: الحرب على غزّة صنعت تحوّل اقتصادي غير مسبوق في التاريخ الحديث
البنك الدولي __ غزة __ ازمة اقتصاد __ صوت جرش
كشف تقرير نشره البنك الدولي أنّ الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة انهار بنسبة 86% في نهاية النصف الأول من العام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية المحتلة .
قال البنك الدولي إن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أدت إلى "تحوّل غير مسبوق في التاريخ الحديث" للاقتصاد الفلسطيني الذي دمرته الهجمات الإسرائيلية.
وقال البنك، في بيانه، إنّ "الصراع الدائر في الشرق الأوسط ما زال يؤثر بشكل كارثي على الاقتصاد الفلسطيني ويدفع القطاع إلى أزمة غير مسبوقة". وأضاف "أدى استمرار الأعمال العدائية إلى انخفاض حاد في الناتج الاقتصادي وانهيار الخدمات الأساسية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط ارتفاع حاد في الفقر."
كذلك، ارتفع التضخم في قطاع غزة بنسبة 300% في الأشهر الـ12 حتى أكتوبر الماضي، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 440 %، وأسعار الطاقة بأكثر من 200% بسبب الاضطرابات الكبيرة في الإمدادات وصعوبة توصيل المساعدات الغذائية، وفق البنك. ونتيجة لذلك، أصبح 91% من سكان غزة "على شفا انعدام الأمن الغذائي الحاد"، بحسب ما ذكر البنك الدولي مستنداً إلى تقرير صدر أخيراً، مضيفاً أن 875 ألف شخص يواجهون "مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي"، فيما يواجه 345 ألفاً مستويات كارثية.""
وقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني، أحمد أبو قمر، في تصريحات سابقة:" إنّ الخسائر التقديرية المباشرة للاقتصاد الفلسطيني تجاوزت 35 مليار دولار، جراء توقف عجلات الإنتاج وتدمير المنازل والبنية التحتية والمرافق الخدماتية وغيرها، إلى جانب مليارات الدولارات الأخرى وهي خسائر غير مباشرة، جراء فقدان الوظائف، وتوقف عجلة التصدير، والعجز في الميدان الإداري. ولفت أبو قمر إلى أن الاقتصاد الفلسطيني مر بصدمة غير مسبوقة خلال العام الماضي، ألقت بظلالها الصعبة على مختلف المرافق الاقتصادية.
تدمير البنوك
وقال البنك الدولي إنّ الحرب الإسرائيلية على غزة سبّبت تدمير نحو 93% من فروع المصارف العاملة في القطاع، بعد قرابة 15 شهراً من الإبادة المتواصلة. وأكد أيضاً أن الحرب الإسرائيلية دمّرت أيضاً 88% من مؤسسات التمويل الأصغر ومعظم الصرافين، و88% من شركات التأمين.
واليوم، لا تعمل سوى ثلاثة من أصل 94 ماكينة صراف آلي في عموم قطاع غزة، بحسب بيانات متطابقة للبنك الدولي وسلطة النقد الفلسطينية (المؤسسة القائمة بأعمال البنك المركزي). ونتيجة لذلك، يرى التقرير أن الفلسطينيين في غزة اليوم يكافحون لدفع ثمن السلع والخدمات البسيطة، بما في ذلك الغذاء والأدوية.
وأضاف أن "التأثير على النظام المصرفي يعرقل جهود القطاع الخاص لاستئناف إنتاج السلع، وفي نهاية المطاف توفير فرص العمل ودفع رواتب الموظفين". وتابع: "كما أثر الصراع المستمر بشكل كبير على حرية التنقل والوصول إلى الخدمات المالية في جميع أنحاء الضفة الغربية."
وفي قطاع غزة، يعمل 11 مصرفاً محلياً وأجنبياً بإجمالي ودائع تجاوزت 3 مليارات دولار حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وتسهيلات بقيمة 951 مليون دولار، وفق بيانات سلطة النقد الفلسطينية. ويعتقد البنك الدولي أنّ الوصول إلى الخدمات المالية الفعّالة أمر ضروري للنمو الاقتصادي الشخصي والتنمية الاقتصادية للبلد، "خاصة في أوقات الأزمات عندما يمكن أن تكون المدفوعات الرقمية بمثابة شريان حياة."
مما دفع سلطة النقد الفلسطينية خلال الشهور الماضية أطلاق نظام مدفوعات إلكترونياً عبر الهواتف النقالة، لتجاوز أزمة شح الأوراق النقدية في قطاع غزة خلال شهور الحرب.