من المقرر أن تشمل الدفعة السابعة من تبادل الأسرى المقررة بعد غد السبت إطلاق سراح عدد من المحكومين الفلسطينيين بالمؤبدات والسجن مدى الحياة، وقد أمضى بعضهم أكثر من 20 عاما في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يُنتظر أن يفرج الاحتلال، يوم السبت القادم، عن 628 أسيرًا، منهم 50 أسيرًا محكومون بالسجن المؤبد، و47 من محرري صفقة "شاليط/وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم، و445 أسيرًا من قطاع غزة تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر، بالإضافة إلى جميع النساء والذكور تحت سن 18 عامًا من قطاع غزة.
ووفقًا لمعلومات سيتم إطلاق سراح أبرز مؤسس كتائب القسام في الضفة الغربية عبد الناصر عيسى الذي قضى أكثر من 32 عاما في سجون الاحتلال، منها 29 عاما متواصلا، وهو محكوم بالسجن المؤبد مرتين و7 سنوات إضافية.
وتتضمن هذه الدفعة أسماءً بارزة من قيادات الحركة الأسيرة، لاسيما من حركة حماس، منهم من أصرّ الاحتلال على استثنائه من صفقة "وفاء الأحرار/ شاليط" عام 2011؛ وهو الأسير القيادي في كتائب القسام عبد الناصر عيسى المعتقل منذ 32 عامًا، حيث سيتم إطلاق سراحه السبت وإبعاده إلى خارج فلسطين، "فمن هو الملّقب بـ"الأسير الذي حاصر السجن ولم يحاصَر"؟".
الأسير عبد الناصر عيسى، اعتقله الاحتلال في عام 1995، ورفض الإفراج عنهم في صفقة "شاليط/وفاء الأحرار"، وحاول الفرار من سجن عسقلان عبر حفر نفق من داخل غرفته
المولد والنشأة
ولد عبد الناصر عيسى عام 1968 في مخيم بلاطة بمدينة نابلس، لعائلة لاجئة من طيرة دندن شمال شرقي مدينة اللد. بدأ عبد الناصر عيسى نشاطه السياسي من خلال مشاركته في الاحتجاجات والمظاهرات العامة، وأصيب برصاص الاحتلال عام 1982، أثناء مشاركته في احتجاجات ضد مجزرتي صبرا وشاتيلا جنوب لبنان.
ومن خلال تردّده على مساجد مخيم بلاطة، التحق بجماعة الإخوان المسلمين. واعتقل للمرة الأولى عام 1985، ثم اعتقل عام 1986. وبعدها، اعتقل للمرة الثالثة بتهمة إعداد عبوة ناسفة، وصناعة قنابل "المولوتوف" ورميها على دوريات جنود الاحتلال.
وخلال تواجده في في سجن نابلس المركزي بين عامي 1990-1991، عُيّن "أميرًا" لأسرى الحركة الإسلامية، التي ضمت عناصر حركتي حماس، والجهاد الإسلامي في سجن نابلس المركزي.
وبعد الإفراج عنه عام 1994، سارع إلى الانضمام إلى كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ويقال أنه تواصل مع "قائدها محمد الضيف لإعادة تفعيل خلايا القسام في الضفة الغربية".
بعدها، تنقل عبد الناصر عيسى بين قطاع غزة والضفة الغربية، وهناك قابل يحيى عياش، كما يعتقد، كما تعلم من "خبراته"، ما جعل اسمه ضمن سجلات المطاردة الإسرائيلية.
واعتبرته سلطات الاحتلال "مطلوبًا بالغ الخطورة" لدوره في تدريب وقيادة عدد من الخلايا العسكرية التي نفذت عمليات تفجيرية داخل الأراضي المحتلة عام 1948. وفي عام 1995، اعتقل مجددًا بتهمة المشاركة في تنفيذ عمليتي "رمات غان" و"رمات أشكول" اللتين أدّتا إلى مقتل 12 إسرائيليًا، وإصابة العشرات.
وحكم على عبد الناصر بالسجن مؤبدين و7 سنوات، قضى خلالها سنوات طويلة في العزل الإنفرادي، وحرم من الزيارة لفترات عدّة. وخلال سنوات اعتقاله فقد والديه، حيث توفي والده عام 2006، وقبل وفاته كان محرومًا من زيارته، وفي عام 2017 توفيت والدته.
أدواره القيادية داخل الأسر
أخذ الأسير عبد الناصر عيسى دورًا بارزًا في السجن عام 2005؛ حيث كان من مؤسسي أول هيئة قيادية عليا لحركة حماس داخل السجون، وانتُخب لرئاسة الهيئة.
وفي الدورة السادسة ما بين سنة 2015 و2017 انتُخب منسقًا عامًا للهيئة العليا لحماس في السجون ونائبًا للرئيس، وشغل مسؤولية مهمة في اللجنة السياسية بين عامي 2019 و2021، بالإضافة إلى متابعته لملف التعليم الأكاديمي في السجون.
المسيرة التعليمية والثقافية
حصل الأسير عبد الناصر عيسى على درجة البكالوريوس من الجامعة العبرية في تخصص العلوم السياسية عام 2007، واحتاج إلى سبع سنوات لإنهاء دراسته الجامعية بسبب عقوبات في السجن، وعرقلة دراسته ومنعه من إكمالها
أسس الأسير عبد الناصر مركزًا للدراسات يركز على النشاط الفكري والتقدم العلمي، وتعزيز "الفكر المقاوم لسياسات الاحتلال"، بالإضافة إلى أنه ترأس تحرير مجلة "حريتنا" للحركة الأسيرة.
وشارك الأسير عبد الناصر في كتابة "مقاومة الاعتقال" مع مروان البرغوثي وعاهد غلمة، وساهم في كتابة 3 مجلدات، بدأ نشرها عام 2018.
ثم باشر دراسته لنيل درجة الماجستير في دراسات الديمقراطية عام 2009، لكن بعد أشهر ألغت مصلحة السجون الإسرائيلية تسجيله للدراسة من جديد لـ"أسباب أمنية"، بحسب الاحتلال الذي أصر على استثناء عبد الناصر من صفقة التبادل عام 2011.
ومع ذلك، استطاع عام 2014 استكمال مشواره، ونيل شهادة الماجستير في "الدراسات الإسرائيلية" من جامعة القدس في أبو ديس.
وفي عام 2022، أصدر كتابه "وفق المصادر"، الذي يعتبر الجزء الخامس من سلسلة بدأت في عام 2018. بالإضافة إلى ذلك، نشر كتبًا أخرى مثل "مقالات حرة" و"دراسات حرة"، إلى جانب عدة أبحاث محكمة.