مقالات __ كتاب __ صوت جرش
20 يناير 2025 ليس كما قبله ، و الولايات المتحدة الأمريكية التي أربكت العالم في عهد جو بايدن لن تكون كذلك في عهد دونالد ترمب القادم للتو، و نتمنى ذلك ، و لا نريد لأمريكا بوجهها الجديد الباحث عن الأزدهار و الرقم 1 عالميا أن تشبه عهد السابق حتى ، فالجولان – هضبة عربية سورية سيادة الرئيس ، ووعدكم بأن تسدل الستارة عن حرب غزة ،و أوكرانيا بعد حرب لبنان ،ولكي تهدأ اليمن الأصل أن يتحقق فعلا ، و أن لا تعود الحروب لتشعل نيرانها من جديد كما يريد التطرف الإسرائيلي كما نلاحظ عبر استقالة بن غفير وزير الأمن القومي ،و هاليفي قائد الجيش ، و تهديد سموتريش وزير المالية بالإستقالة بسبب توقف الحرب في غزة ، و بسبب انتصار حماس في حربها و شروطها على إسرائيل رغم حجم الدمار الكبير في غزة و حرب الإبادة المشؤومة . ومن الممكن أن تستبدل أمريكا سياسة بيع العرب السلاح التقليدي الباهض المكلف كما حصل عام 2017 بقيمة 450 مليار دولار في وقت هم بحاجة للمال لاغراض التنمية الشاملة ،و توقيع معاهدات دفاع مشتركة مع العرب بالتعاون مع مختلف دول العالم أكثر نجاعة ربما .
وحرب الإبادة التي شملت غزة ،و أطراف لبنان ، و لامست اليمن وقادتها إسرائيل بحجة السابع من أكتوبر ( الأنفجار ) الذي حمل على أكتافه الجرح الفلسطيني النازف منذ تقسيم فلسطين عام 1947 ، و حرب النكبة عام 1948 ، و عبر عن رفض الاحتلال، و الاستيطان ، و التطاول على الأقصى المبارك ، و راح ضحيتها أكثر من 46 ألف شهيد جلهم من الأطفال ،و النساء ، و الشيوخ ، يجب أن لا يمرره عهد ترامب الجديد من دون عقوبة صارمة لإسرائيل الاحتلالية ،ولا يجوز التذرع بالسابع من أكتوبر طويلا ، فالجرح الفلسطيني و اللبناني و العربي كبير جدا . فمن يعاقب هو المحتل و ليس الخاضع للاحتلال ، ورغم أن المقاومة العربية الباسلة ، الفلسطينية ، و اللبنانية ، و اليمنية رفعت البنادق من وسط جماهيرها بوجه المحتل ، ومن دون الحاجة لحسبة النتائج البشرية الكبيرة ، وبعد تقديم الشهادة و التضحية من أجل استرداد الحق المغتصب ، إلا أن ماكنة الدعاية الصهيونية و التي هي أوسع من الإسرائيلية ، و تشمل الغربية – الأمريكية من مصلحتها أن تبث بشكل مستمر بأن حرب المقاومة العربية التحريرية الدفاعية استخدمت المواطنين العرب دروعا بشرية ،وهو محض خديعة إعلامية خبيثة مكشوفة .
وحرب أوكرانيا سيادة الرئيس ترامب تحتاج لفهم عميق ، و الاستماع للطرف و الطرف الاخر فيها ، و للقانون الدولي أيضا ، فهي لم تبدأ من (موسكو) ولكن من ( كييف ) ، وهي حقيقة ، و التاريخ المعاصر شاهد عيان ، و انقلاب " كييف " عام 2014 ، و تغلغل اللوجستيا الغربية وخاصة البريطانية في عهد باريس جونسون ، و الأمريكية في عهد جو بايدن داخل الثورات البرتقالية بقيادة التيار البنديري الأوكراني المتطرف شكل شعلة لبداية الحرب . و الدفع بنظام العاصمة " كييف " من طرف الغرب لرفض اتفاقية " مينسك " عام 2015 التي كان من الممكن أن تنشر السلام و الاستقرار الأوكراني ومع روسيا ، و بينها و بين الغرب رسم ملامح الحرب القادمة وقتها ، وما زاد الطين بلة تكليف هانتر - جو بايدن بنشر أكثر من 30 مركزا بيولوجيا ضارا بالنسيج الديمغرافي السلافي حينها ، و الشروع في انتاج أكثر من قنبلة نووية و صغيرة قذرة ، و التسبب في قتل أكثر من 14 الفا من المكون الأوكراني و الروسي شرق أوكرانيا و تشريد غيرهم بداية ، وتفجير خط الغاز الروسي نورد ستريم 2 ، و جسر القرم ، و التطاول عليه أكثر من مرة . و استهداف الصحفيين الروس ، والتحرش بالمدن و القرى الروسية الحدودية . و في المقابل كيف أفرزت صناديق الأقتراع في خمسة أقاليم أوكرانية شرقية و جنوبية سابقة مثل ( القرم ، و لوغانسك ،و دونييتسك " الدونباس " ، و زاباروجا ، و خيرسون ) التصويت لصالح الأنضمام لروسيا و ليس للعاصمة " كييف " ، وهو الأمر الذي أذهل الغرب .
ومن المهم أن تصل الرسالة للرئيس دونالد ترامب الأقوى و الأكثر حكمة من سابقه جو بايدن ،كم صرفت خزائن الغرب و" الناتو" و أمريكا على تمويل الحرب الأوكرانية من أموال و سلاح وصلت قيمتها إلى حوالي 300 ملياردولار ، و النتيجة على الأرض و الطاولة الرملية الأوكرانية الغربية - صفر. و بأن بلاده أمريكا - بايدن ودول غربية زودت " كييف " بمسيرات و صواريخ قادرة على ازعاج الداخل الروسي و استهداف المواطنين الروس المسالمين ، بينما لم تستهدف روسيا المواطنين الأوكران و لا رموز النظام الأوكراني الحالي و لا السابق منذ انقلاب " كييف " العاصمة . و كيف أصبح المجتمع الدولي يعرف بأن الرئيس ترامب يعلم بأن روسيا الاتحادية تملك جيشا جرارا ، و قوة عسكرية نووية يتم تجهيزه بإستمرار إلى جانب البحرية الروسية ، و العسكرة الفضائية للتصدي لأي عدوان عسكري كبير منظم ،وحتى لو ارتقى لمستوى الحرب العالمية الثالثة التي ترفضها روسيا ، و كذلك ترامب الذي أعلن مؤخرا رفضه لها ، و السبب هو بأنها ستكون مدمرة للحضارات و البشرية جمعاء . وكلنا نعرف بأن العلم لم يثبت حتى الان وجود مكانا للحياة على الكواكب الأخرى .
شكرا للرئيس ترامب الذي يقر عبر تصريحاته المستمرة بأنه لا يمانع استمرار سيطرة روسيا على الاراضي التي حررتها في عمليتها العسكرية الخاصة الإستباقية الدفاعية التحريرية منذ تاريخ 24 شباط 2022 ، و التي تعتبرها جزءا من تاريخها القديم ، و تعتبر أوكرانيا من خلالها " روسيا الصغيرة " . و بأنه لا يتفق مع نشر( الناتو) قرب الحدود الأوكرانية . و سوف تصبح أمريكا قوية كما يريد الرئيس ترامب تماما ، ولكن عبر صورة ذهنية جديدة مشرقة تغطي خارطة العالم . و لم يعد مقبولا بعد الان ، وفي عهد الرئيس ترامب تكرار أخطاء حقبة الرئيس السابق جو بايدن ، و مجرد صمت الحقبة الأمريكية السابقة عن جريمة الإبادة الإسرائيلية في غزة و لبنان ، ووجهت كما نلاحظ بعقاب السماء بالتسبب لأمريكا و تحديدا في كاليفورنيا ولوس أنجلوس بحريق كبير طال الغابات و البنية التحتية هناك و كلف خزينة الدولة الأمريكية حوالي 275 مليار دولار ، وهو رقم مرعب ، وكان من الممكن أن يخدم المجتمع الأمريكي و قضاياه التنموية المتشعبة . وتغييرات دبلوماسية أمريكية جديدة شملت مختلف دول العالم و أركانه .
و يستطيع الرئيس ترامب أن يقارن بنفسه على أبواب حقبته الرئاسية الثانية الجديدة بين بلاده أمريكا قائدة احادية القطب المتغول على أركان العالم سياسيا و اقتصاديا و عسكريا ،و بين توجه تعددية الاقطاب القانوني و المهذب الذي تقوده روسيا الاتحادية و يشمل شرق و جنوب العالم و يبقي الباب مواربا صوب الانفتاح على الغرب كاملا . و ليس أهم كما أعتقد بالنسبة لأمريكا ترمب من التمسك بالقانون الدولي كما روسيا تماما ، ومن الغاء توجه القفز فوق القانون كما تفعل إسرائيل المتمردة مثلا . وليس صحيحا ما تشيعه ماكنة إعلام الغرب من أن الرئيس ترامب الجالس على كرسي البيت الأبيض حديثا بدأ يوجه تهديدا لروسيا – بوتين و عقوبات اقتصادية مالم تصغي لنداء أمريكا من أجل التفاوض مع أوكرانيا ( كييف ) ،و يعتزم الرئيس ترامب وقف المساعدات العسكرية عنها واقناعها بسلام الأمر الواقع الممكن . و روسيا التي أعرفها ، و اتابع باللغة الروسية مباشرة تصريحات رئيسها فلاديمير بوتين باحثة عن السلام مع ( كييف ) وفقا لأحكام القانون الدولي ، و هي من ارتكزت على اتفاقية انهيار الاتحاد السوفيتي المانعة لتحالفات عسكرية معادية ، و المطالبة بالحياد ، و على مادة ميثاق الأمم المتحدة رقم 751 التي تمنح الدولة المعتدى على سيادتها مثل روسيا الدفاع عن نفسها . و أخيرا يحدونا الأمل هنا لكي ينصف الرئيس ترامب عدالة الموقف الروسي و يثبت حدود السلام و الاستقرار العالمي إلى جانب زعماء العالم وفي مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، والرئيس الصيني شي جين بينغ .