بلينكن __ سوريا __ صوت جرش
توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إلى روما لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين بشأن جلب الاستقرار إلى سوريا في مواجهة التوترات مع تركيا، في ما يرجح أنها جولته الأخيرة في اطار منصبه.
وكان من المقرر أن ينضم بلينكن للرئيس الأميركي جو بايدن في إيطاليا نهاية الأسبوع، في رحة كانت ستشمل اجتماعا مع البابا فرنسيس.
لكن أعلن البيت الأبيض الأربعاء أنّ الرئيس جو بايدن ألغى رحلة كان مقررا أن يقوم بها إلى إيطاليا من 9 لغاية 12 كانون الثاني (يناير) الجاري وذلك بهدف التركيز على جهود مكافحة الحرائق الهائلة المستعرة في محيط لوس أنجليس.
كان بلينكن، في جولة قادته إلى كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا، متجهًا الخميس من باريس وسيلتقي لتناول العشاء في روما نظراءه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وكان بلينكن أكد الأربعاء في باريس أن بلاده تعمل مع الأوروبيين سعيا إلى إقامة سوريا سلمية ومستقرة، بعد شهر من إطاحة بشار الأسد.
وقتل 37 شخصا الخميس في معارك استخدم فيها الطيران بين القوات الكردية والفصائل المعارضة الموالية لتركيا في منطقة في شمال سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتعتبر أنقرة الوحدات الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة "إرهابية" ويخوض تمردا ضدها منذ عقود. وتسعى تركيا، وفق محللين، لجعل الأكراد في موقع ضعيف في سوريا على ضوء الأحداث الأخيرة.
في المقابل، يرى حلفاء غربيون لتركيا تتقدمهم الولايات المتحدة، أن القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر على مناطق في شرق البلاد وشمالها، أدت دورا جوهريا ضد تنظيم "داعش"، وستكون أساسية للحؤول دون محاولته إعادة تجميع صفوفه.
وأصر بلينكن الأربعاء على أنّ تركيا لديها "مخاوف مشروعة" بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل سوريا، ودعا إلى حلّ في البلاد يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس: "هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصبّ بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سوريا، سيكون (اندلاع) نزاع، وسنعمل بجدّ بالغ لضمان ألا يحصل ذلك".
وأكد الوزير الاميركي أنه لا يتوقع أي تغيير في الأهداف في سوريا من جانب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 كانون الثاني (يناير).
وخلال ولايته الاولى، قال ترامب لفترة وجيزة إنه سيوافق على نداء من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لسحب القوات الأميركية التي كانت تعمل في سوريا مع القوات الكردية.
لكنه تراجع بعد مناشدات مضادة قادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
تخفيف العقوبات
وسيبحث الاجتماع في روما أيضا ما إذا كان سيتم تخفيف العقوبات على سوريا وموعد ذلك.
وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الأربعاء في تصريح إذاعي الى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا "قد ترفع سريعا".
وأعلنت واشنطن من جهتها الأسبوع الماضي تخفيفا موقتا للعقوبات المفروضة على سوريا "لعدم عرقلة" توفير الخدمات الأساسية.
لكن المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم سينتظرون لرؤية التقدم قبل أي تخفيف أوسع للعقوبات - ومن غير المرجح أن تقبل إدارة بايدن في أيامها الأخيرة التكاليف السياسية لشطب "هيئة تحرير الشام" في سوريا من قائمة "الإرهاب" السوداء.
من جهتها، تبدو القوى الغربية متفقة إلى حد كبير بشأن سوريا، إلا أن بعض الخلافات لا تزال قائمة.
كرر بلينكن دعوات الولايات المتحدة للدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا بسبب نشاطهم مع تنظيم "داعش" والذين يعانون في معسكرات شاسعة يديرها المقاتلون الأكراد.
وزار وزير خارجية فرنسا ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك الاسبوع الماضي دمشق حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
من جهته، تعهّد أحمد الشرع الذي يواجه تحدّي إعادة توحيد البلاد، حلّ كل الفصائل المسلحة من بينها "هيئة تحرير الشام".
وكانت "هيئة تحرير الشام" تعرف باسم "جبهة النصرة" قبل فكّ ارتباطها عام 2016 بتنظيم القاعدة لكنها ما زالت مصنّفة "منظمة إرهابية" من قبل معظم العواصم الغربية.
وسيزور وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني دمشق الجمعة بعد الاجتماع.
وتعهدت الحكومة اليمينية المتشددة في إيطاليا تقليص الهجرة. فقد سعى ملايين السوريين إلى الحصول على لجوء في أوروبا أثناء الحرب الأهلية في بلادهم، مما أثار ردود فعل عنيفة في بعض أجزاء القارة هزت السياسة الأوروبية.
وعلى نقيض القوى الأوروبية الكبرى الأخرى، تحركت إيطاليا لتطبيع العلاقات مع الأسد قبل أسابيع فقط من سقوطه، مفترضة انه حقق نصرا فعليا في الحرب.