حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء من خطر انتشار فيروسات بما فيها إيبولا من مختبر في غوما بسبب القتال العنيف في المدينة الواقعة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف في مؤتمر صحافي في جنيف إن الهيئة "تشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في مختبر المعهد الوطني للبحوث الطبية الحيوية" وتدعو إلى "الحفاظ على العينات التي قد تتضرر جراء الاشتباكات والتي قد تسبب عواقب لا يمكن تصورها إذا انتشرت السلالات البكتريولوجية التي تؤويها، بما في ذلك فيروس إيبولا".
الامم المتحدة
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء "توقف" المساعدات الغذائية في محيط مدينة غوما المحاصرة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، معربة عن قلقها إزاء نقص الغذاء.
وقالت شيلي ثاكرال، الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي في جمهورية الكونغو الديموقراطية لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من كينشاسا: "توقفت موقتا المساعدات الغذائية في غوما ومحيطها. يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق إزاء ندرة الغذاء في غوما".
وأضافت: "اعتمادا على مدة أعمال العنف، قد تتعرض إمدادات الغذاء إلى المدينة لعرقلة شديدة".
وقالت: "هذا اختبار كبير لقدرة الكونغوليين المحاصرين بسبب القتال في غوما والمناطق المحيطة بها على الصمود".
وتابعت: "ستكون الساعات الـ24 المقبلة حرجة، بحيث ستبدأ الإمدادات النفاد وسيحتاج الناس إلى البحث عما يمكن للبقاء على قيد الحياة".
وتأتي تصريحاتها وسط اشتباكات دامية في غوما حيث يقاتل الجيش الكونغولي لصد قوات "إم23" المدعومة من الجيش الرواندي.
مقتل 4 من قوات حفظ السلام
وتردد دوي إطلاق نار في غوما، أكبر مدن شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث لا يزال متمردو حركة "23 مارس" المدعومة من رواندا يواجهون جيوب مقاومة من الجيش وفصائل مسلحة متحالفة مع الحكومة اليوم الثلاثاء بينما قتل أربعة آخرون من قوات حفظ السلام من جنوب أفريقيا.
وقال مسؤول في الأمم المتحدة إن العديد من الجثث ملقاة في الشوارع وإن المستشفيات مكدسة بالإصابات.
ودخل المتمردون المدينة الواقعة على ضفاف إحدى البحيرات والتي يبلغ عدد سكانها مليوني نسمة أمس الاثنين في أكبر تصعيد منذ عام 2012 في صراع مستمر منذ ثلاثة عقود تعود جذوره إلى الإبادة الجماعية في رواندا والسيطرة على الموارد الطبيعية.
وقال سكان ومصادر بالأمم المتحدة إن العشرات من جنود جمهورية الكونغو الديموقراطية استسلموا لكن بعض الجنود وأفراد الفصائل المسلحة الموالية للحكومة ما زالوا صامدين.
وقال سكان في عدة أحياء إنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية صباح اليوم الثلاثاء.
وفي كينشاسا، ذكر مراسل لرويترز أن حشودا غاضبة أحرقت إطارات سيارات وهتفت شعارات مناهضة لرواندا وهاجمت منشآت دبلوماسية لعدة دول تعد مؤيدة لرواندا، مما دفع الشرطة إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع.
وبحث رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا التصعيد الأحدث مع نظيره الرواندي بول كاغامي واتفقا على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.
لكن جيش جنوب أفريقيا أعلن مقتل أربعة آخرين من جنوده في الكونغو، مما يرفع عدد القتلى خلال أسبوع إلى 13.
وقال الجيش إن ثلاثة من هؤلاء الأربعة لقوا حتفهم في تبادل لإطلاق النار بين جيش الكونغو وحركة "23 مارس" المتمردة أمس الاثنين بينما لقي الأخير حتفه متأثرا بجراح أصيب بها خلال القتال مع المتمردين.
وتجاهلت حركة "23 مارس" دعوات من زعماء من حول العالم لوقف الهجوم.
ودعت حكومة الكونغو القوى الدولية إلى الضغط على رواندا، ربما عن طريق العقوبات، لإنهاء هجوم الحركة.
ورفضت رواندا، التي كانت قد أنكرت في السابق وجود قواتها العسكرية في الكونغو، الدعوات التي طالبت قواتها بالانسحاب، قائلة إن أمن بلادها مهدد.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو تحدث مع رئيس الكونغو فيليكس تشيسكيدي أمس الاثنين. وجاء في البيان أن "الوزير روبيو ندد بالهجوم على غوما الذي شنته حركة 23 مارس المتمردة المدعومة من رواندا وأكد احترام الولايات المتحدة لسيادة جمهورية الكونغو الديموقراطية".
وقال دبلوماسيون إن من المقرر أن يناقش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الأزمة مرة أخرى اليوم الثلاثاء.