السعودية تتصدر المشهد السياسي على المستوى العالمي

هيفاء غيث__ بينما يشهد العالم الكثير من النزاعات والصراعات وتضارب المصالح السياسية والاقتصادية، تتصدر المملكة العربية السعودية المشهد السياسي بشكل استثنائي وغير مسبوق، كقوة إقليمية ذات وزن عالمي، حيث تعيد تشكيل موازين الثقل السياسي والدبلوماسي، بعد ان أصبحت محورا أساسيا في خلق التوازنات والوساطات بين الأطراف المتنازعة على مستوى العالم.
تجلى دور المملكة العربية السعودية في أخذ زمام المبادرة والوساطة في الكثير من الملفات الساخنة، مثل الصراع الروسي الاوكراني، الأزمة في السودان، وفي ملفات التهدئة مع إيران، وحتى في الشأن اليمني فقد لعبت السعودية دورا محوريا جديدا بعيدا عن التحيز، بل على قدر عال من المرونة والقدرة على الادارة الاستراتيجية وهذا يعكس قدرتها على التحكم في مفاتيح التوازن السياسي والاقتصادي.
وسط هذه الأزمات العالمية المتعددة الأقطاب، يعود دونالد ترامب الى الساحة السياسية بما لديه من أوراق ضغط كبيرة على دول الشرق الأوسط، معتقدا أنه لا زال قادرا على فرض سياسته بصورة مطلقة غير قابلة للنقاش على دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، في الوقت الذي تغير فيه المشهد السياسي لتصبح السعودية مركزا لثقل سياسي قادر على المواجهة وفرض الضغوطات ايضا.
وتأتي زيارة ترمب اليوم للمملكة في سياق تعزيز التحالفات الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، خاصة في ظل التحديات الإقليمية المعقدة والأمنية الكبرى التي تؤثر على استقرار المنطقة بأسرها.
كما تسعى الزيارة إلى استكمال المناقشات حول القضايا الإقليمية والدولية الهامة، مثل الأزمة اليمنية، والأوضاع في إيران، اضافة الى الوضع المتأزم بما يخص القضية الفلسطينية وغزة والتطورات السياسية في الشرق الأوسط بشكل عام.
وهنا يتبادر سؤالا الى الأذهان: هل سيستطيع ترامب بما لديه من أوراق ضغط وسياسات وأجندات أن يفرض مطالبه وقراراته على الشرق الأوسط؟
اعتقد أن السعودية اليوم بموقعها الاستراتيجي وقوة سيادتها الداخلية والاقليمية ستكون قادرة على الأخذ بزمام الأمور نحو توازن أكبر بين أقطاب النزاعات القائمة وستكون قادرة على أن تكون دولة وساطة ودولة قرار بما يخص مصالحها ومصالح الشرق الأوسط.