ليليان يمين
خُيوطٌ، خُيوطٌ، خُيوطٌ،
تتدلّى من نهر السّماء،
أنين البرقٖ،
الحبّ.
أحبّكَ لأنّ فراشةً زهرية أومأت لصباح أنّ يُطلّ من صوتك، أحبّك لأنّ زهرةً صفراء رمت بسحر نظرتها إليك، أحبّك لأنّ كنيسة ريفيّة أودعت دفء جدرانها بين يديك. أحبك بشغف الجبال لحظةَ يجيئها الثلح، بشغف الوديان لحظة تدفق الشلال، بشغف الغيوم إلى الزوال، بشغف القمر إلى السقوط، بشغف السواقي إلى البحر والأزهار إلى النور... أحبكَ لأنّك أهلٌ لذاك الحبّ الأوّل، أنت فيها وهي فيك، الطبيعة أوّل الأمهات.
عامٌ، سبعة، عشرة... ولا يشيخُ صوت النّهر، لن يمرَّ وقتٌ على أنشودة مسائية تمنح الظلال أسماءها، خارج الزمن سُبحة الحبّ. ضحكةٌ واحدة وينفلش أزرق السماء. قبلةٌ واحدة ويدلف الغريب الأزلي من الرئتين.
كلّ عام وأنت بخير يا حبّ. يا أيّها الصوت المتسرّب تحت الجلد لا ينقطع، يغلب المياه في جريانها، يزيح حجر العتمة عن رؤوسنا، ينبت كأزهار بيضاء في ظلّ مساء ذابل وأجسادنا المصابة بكل هذه الثقوب تصير كناي يلتقط الصوت وينفخه فلا يعود الطائر مكسوراً وتدنو النجمة البعيدة.
طريقٌ، طريقٌ، طريقٌ،
يغزلُ من عوسج العتمة،
شمعة،
وجهكَ.