كتبت الزميلة الصحفية أماني شحادة من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، كلمات مؤثرة ودعت فيها والدها الذي ارتقى بعد أشهر قليلة من استشهاد شقيقها محمد.
ولم تكد دموع عائلة الزميلة شحادة، تَجِف، إثر استشهاد شقيقها الصغير محمد "آخر العنقود" كما كانت تحب أماني مُناداته، حتى تلقت خبر ارتقاء والدها إبراهيم.
يوم 19 أبريل 2024، استشهد محمد، فرثته أماني بكلماتها قائلة: "أخذوك من حضني يا حبيب أختك ليش؟ والله أخذوا قلبي وهم بجروا عليك يحضنوك ويشيعوك لمثواك الأخير، وأنا بصرخلهم رايحين فيه وين بعيد عني.. بقولوا لي شهيد يا حبيبي شهيد، قلبي بجعني يا حبيبي، أطلبني من ربك أضل معك...".
وفي 1 نوفمبر من العام ذاته، ارتقى والدها إبراهيم، فكتبت أماني: "بابا حبيبي شهيد، هلأ أخويا محمد بيستقبله بكل فرحة وبنبسطه على قد ما اشتاق له".
وأضافت: "الدنيا كسرتني أنا وماما وخواتي بمحمد وهلأ في بابا.. ظهري مكسور، حمل الدنيا كلها فوق جسمي، وأنا من جوا فارغة من بعدكم.. بحبكم وهنلتقي قريب يا حبايبي بعرف مش هتتركونا بنات هيك".
وأيضا واصلت "أماني" رثاء والدها، وكتبت: "استشهدت يا سندنا يا بابا يا حبيبي، بعد سبعة أشهر من استشهاد محمد أخويا، وأنت بتحضن صورته كل ليلة وبتحطها على قلبك وبتغمض عيونك وبتقرأ القرآن.. طلبك محمد ومقدرش يعيش مدونك بالجنة ونعيمها.."
وأضافت: "احنا بناتك اللي بتفتخر فينا على طول هينا بنحاول نكون قويات مثل ما وصيتنا رغم عدم تصديقنا لفقدانك ومش هنستوعب..".
وتابعت أماني مخاطبة والدها الشهيد: "احنا بناتك اللي بتفتخر فيهن على طول وبتسندنا بكل خطوة، علمتنا القوة بس ولا مرة قسيت علينا، حنيت علينا أنا وخواتي حنية لو كل العالم اجتمع ما رح نشوف جزء منها، اليوم فهمنا ليش بتضل طول الوقت تقوينا على الحياة عشان غيابك المفاجئ يلي هد حيلنا مرة وحدة".
وأشارت أماني إلى أنها تمنت من الله تعالى، ألا تفقده أو يبعد عنهم؛ لأنها وشقيقاتها "بنات" كي يبقى معهن في حياتهن، مردفة: "لكن للقضاء والقدر رأي آخر، لله نحن وما نحب".
وختمت موجهة حديثها لوالدها الشهيد: "بحبك، مفيش قدرة للحكي والله ولا عارفة شو أكتب لك، أنت الأب اللي مش ممكن أشوف رجال زيه في الدنيا، ربي يرحمك ويصبرنا ويجمعنا فيك أنت ومحمد بجنة النعيم مع الأنبياء والشهداء والصديقين.. مع السلامة يا سيد الرجال، مع السلامة يا حنية الدنيا وقوتها وعمودها".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 13 شهرًا، شنّ عدوان وحشي على قطاع غزة، أسفر عنه ما يزيد عن 152 ألف ما بين شهيد ومفقود ومصاب، غالبيتهم من النساء والأطفال والمدنيين العُزل، إذ اتفقت المؤسسات الحقوقية والدولية على وصف ما يجري بأنه "حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي".