وسط ظروف إنسانية كارثية يفاقمها قصف الاحتلال الإسرائيلي والطقس شديد البرودة، سلط تقرير جديد الضوء على معاناة جديدة تطال المدنيين في قطاع غزة وقد تستمر مخاطرها حتى بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ 417 يومـًا.
وأطلقت منظمة دنماركية غير حكومية، تحذيرات من أن الذخائر المتفجرة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في المناطق المكتظة بالسكان بقطاع غزة، ستظل تشكل تهديداً للمدنيين حتى بعد توقف القتال.
وبعد تحقيق استمر لعدة أسابيع، قدر مجلس اللاجئين الدنماركي، وهو منظمة غير حكومية تنشط في قطاع غزة، أن الذخائر المتفجرة، سواء انفجرت أم لا، منتشرة في العديد من المناطق السكنية في القطاع الفلسطيني المدمر.
بقايا غير منفجرة
وأشار التقرير إلى أن 70% من السكان الذين شملهم الاستطلاع يعودون إلى مناطق شهدت قتالاً، حيث يواجهون خطر الإصابة بسبب هذه الذخائر المتفجرة، والتي تشمل بقايا القنابل والصواريخ غير المنفجرة.
وأوضحت كورين لينكار من مجلس اللاجئين الدنماركي في تقريرها، أن «مخلفات الحرب التي لم تنفجر على الفور، أو التي تركت خلال القتال، تمثل خطرا دائما»، مشيرة إلى أن هذه المخلفات غالبا ما تسبب إصابات ووفيات طويلة الأمد بعد انتهاء النزاعات.
وأضافت المنظمة أن «19% فقط من ضحايا الذخائر المتفجرة يحصلون على الإسعافات الأولية»، محذرة من أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، حيث قد يعتقدون أن هذه الذخائر ألعاب أو قطع خردة.
وقالت لينكار لوكالة فرانس برس، إن «إسرائيل تستخدم الأسلحة بشكل عشوائي في المناطق المدنية، بشكل متكرر، وبما يخالف القانون الإنساني الدولي».
وقبل الحرب الأخيرة، كانت الذخائر المتفجرة تمثل بالفعل تهديداً مستمراً لسكان غزة، الذي تعرض للقصف الإسرائيلي بشكل متكرر خلال أكثر من عقد.
وأشار التقرير إلى أن «هذه الذخائر ستواصل القتل والتشويه لفترة طويلة بعد انتهاء الصراع».
شح المساعدات
ولفت التقرير إلى أن سكان القطاع يعانون من نقص شديد في المواد الأساسية، وأنه خلال بحثهم عن الضروريات بين الأنقاض، قد يتعرضون لهذه الذخائر، خاصة في ظل محدودية المساعدات الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى غزة.
وقال ليلو ثابا، المدير التنفيذي للمنظمة في الشرق الأوسط إنه في الوقت الذي يخاطر فيه سكان غزة بحياتهم لتوفير الاحتياجات الأساسية لأطفالهم، فإنهم «إنهم يواجهون التهديدات من كل اتجاه. هناك خطر المجاعة بسبب الحصار شبه الكامل للمساعدات والبضائع، وخطر القصف وإطلاق الرصاص المستمرين، والخطر الدائم المتمثل في الذخائر غير المتفجرة، وهو خطر سيبقى طويلاً حتى بعد توقف القتال».
أوضاع مأساوية
ويشهد قطاع غزة أوضاع مأساوية في ظل استمرار المنخفض الجوي الذي أدى إلى تدمير أكثر من 10 آلاف خيمة كما ابتلعت موجات البحر عدد كبير من ممتلكات النازحين الفلسطينيين وخيامهم، حسبما أفاد مراسل الغد في وسط غزة.
وأوضح أن هذه الظروف الصعبة تؤثر على 2 مليون نازح في وسط وجنوب قطاع غزة الذين يعيشون في العراء دون وجود أبسط مقومات الحياة من طعام وأدوية وملابس أو حتى وسائل التدفئة وسط انقطاع الكهرباء عن القطاع بسبب قصف الاحتلال.
وجرفت مياه البحر في وسط وجنوب قطاع غزة خيام النازحين الذين لجأوا للشاطئ في ظل عدم توافر أماكن لإقامة خيامهم. ويعيش النازحون ظروفاً صعبة في ظل اشتداد البرد وتساقط المطر واهتراء خيامهم.
وامتدت الأوضاع الكارثية إلى النازحين في الخيام بمدينة خان يونس، بعد غرق العشرات من تلك الخيام بفعل الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة وارتفاع أمواج البحر.