تشهد نواعير حماة على تاريخ حافل بالأحداث منذ زمن طوفان نوح إلى أسوأ المجازر التي ارتكبت من قبل الجيش السوري عام 1982 حيث قتل الآلاف وتوقفت الدواليب الخشبية عن الدوران ليغدو المكان ساحة عسكرية وثكنات ممنوع الاقتراب منها.
وتقع حماة السورية، وهي رابع المدن السورية الكبرى، على نهر العاصي على مسافة 210 كيلومترات تقريبا شمال العاصمة دمشق في منتصف المسافة بينها وبين حلب، وتبعد 90 كيلومترا إلى الشرق من بانياس، وتقارب مساحة المحافظة كلها تسعة آلاف كيلومتر مربع، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 270 مترا.
تعود أصول سكان مدينة حماة إلى ذرية كنعان ولد حام ولد نوح ، حيث أقامت فرقة من ذرية نوح عليه السلام بعد الطوفان في وادي "الأورونت" (العاصي)، ومعناه النهر الشرقي، وهذه الفرقة أكبر فرق الكنعانيين بكثرة رجالها وقوتها، وذلك قبل ميلاد المسيح عليه السلام بـ2500 عام.
وكان لحماة أسوار محيطة بها من الحجر الأبيض بناها أسطتينوس الروماني ولها أبواب عديدة.
شهدت حماة بدءا من الثاني من فبراير/شباط 1982 أحداثا دامية حين هاجمتها القوات السورية بالأسلحة الثقيلة لمدة شهر تقريبا، مما تسبب في مقتل الآلاف وتشريد نحو 100 ألف، وتدمير جزء من المدينة خاصة القسم القديم منها، وهو ما عرف بـ"مجزرة حماة".
مع اندلاع الثورة السورية في آذار(مارس) 2011، كانت حماة من أوائل المدن السورية التي لحقت بركب الثورة، وخرجت منها مظاهرات سلمية ضخمة، واجهتها الحكومة السورية بالدبابات والاعتقالات.
وعند جسر السرايا أربع نواعير قبيل دار الحكومة تُسمى الجسرية وتسقي قسما من بيوت الحاضرة وقسما من البساتين، وبعدها ناعورة المأْمورية تسقي جهة السوق من بيوت وحمامات ومساجد. ووراء هذه الناعورة اثنتان صغيرتان، إحداهما المؤيدية والثانية العثمانية.
ثم عند جسر بيت الشيخ ثلاث نواعير، أكبرهن تُسمى الجعبرية وتسقي جامع النوري وحمام السلطان وبعض البساتين والبيوت، وأمامها ناعورة الصهيونية، وناعورة صغيرة تُسمى الكيلانية.
ثم في غربي محلة باب الجسر ثلاث نواعير، أكبرهن ناعورة الخضر، وفي جانبها ناعورة الدوالك، وتقابلهن ناعورة الدهشة.
وفي باب النهر ناعورة كبيرة تُسمى المحمدية تسقي الجامع الأعلى وبعض البساتين والدور، ووراءها ناعورة المقصف، ثم ناعورة العونية، ثم ناعورة البركة. وفوق البلد ووراءها نواعير كثيرة تسقي البساتين الكثيرة.