توصل فريق من الباحثين في جامعتي هونغ كونغ وسنغافورة إلى إيجاد حل جديد في مواجهة السمنة، وذلك عبر اللجوء إلى الإبر المكهربة التي تعتبر أحد أشكال الطب الصيني التقليدي.
توصل فريق من الباحثين في جامعتي هونغ كونغ وسنغافورة إلى إيجاد حل جديد في مواجهة السمنة، وذلك عبر اللجوء إلى الإبر المكهربة التي تُعتبر أحد أشكال الطب الصيني التقليدي. ونُشر تقرير عن هذه المقاربة المبتكرة على موقع "ساينس تيك دايلي" Sciencetech daily أخيراً.
ما هو العلاج بالإبر الصينية المكهربة؟
في ذلك النوع من العلاج الصيني، يجري غرز إبر في نقاط عدة من الجسم. بعدها، يدخل تيار كهربائي خفيف عبر تلك الأدوات المعدنية بغية تحفيز النقاط التي غُرِستْ فيها. ويعتبر الطب الصيني التقليدي أن ذلك التحفيز يحرّك قدرات الجسم الطبيعية على التعافي.
وفي دراسات تجريبية متنوعة نهض بها ذلك الفريق العلمي المشترك، اتَّضح أن هذه الوسيلة العلاجية أسهمت في عكس مسار تأثيرات السمنة وعلاماتها لدى البشر والحيوانات.
واستكمالاً، تستهدف الإبر المكهربة بروتين معين في الجسم يُسمّى "أوستيوبروجيتيرين" osteoprotegerin الذي يُشتهر بأنه يؤدي دوراً أساسياً في عملية التمثيل الغذائي للعظام. وتبين في الدراسة المشار إليها آنفاً، أنه يسهم أيضاً بشكل أساسي في عملية تكوُّن الخلايا الدهنية، ما يجعل تحفيزه مهماً في معالجة السمنة.
تجدر الإشارة إلى أن واحداً من كل ثمانية أشخاص، يعاني السمنة في العالم التي تُعتبر من الأمراض التي تتزايد الحاجة إلى التصدّي لها في مجال الرعاية الصحية. وبالتالي، يُعتبر ما توصل إليه العلماء بشأن تقنية العلاج بالإبر الصينية المكهربة، حلاً واعداً لمواجهة السمنة، خصوصاً أنها تُعتبر من العلاجات المأمونة.
بروتين يتفاعل مع العظام والشحوم والسكر
في تلك الدراسة نفسها، أكد الباحثون وجود رابط بين السمنة وبروتين "أوستيوبروجيتيرين". وفي تجاربهم على الفئران، لاحظوا أن حقنها بذلك البروتين بعد تغذيتها بمآكل غنية بالدهون لمدة 6 أسابيع، أدّى إلى زيادة أوزانها، ومعاناتها عدم القدرة على حرق السكر. وحصل العكس تماماً حينما ثُبِّط عمل "أوستيوبروجيتيرين"، ما أكَّد دوره في تنامي السمنة، ورفع إمكانية الإصابة بالأمراض المرتبطة بها.
ومع غياب أي طريقة محددة لوقف نشاط "أستيوبروجيتيرين"، نظر الباحثون في دور العلاج بالإبر الصينية المكهربة. وطوال شهرين، طبَّق الباحثون تلك التقنية على فئران كانت تعطى نظاماً غذائياً مثقلاً بالدهون . وتبين أن العلاج نجح في وقف عملية زيادة الوزن لديها وخفض نسبة الدهون في أجسامها، بالمقارنة مع الفئران التي لم يطبَّق عليها ذلك العلاج.
وكذلك، لوحظ تحسن في تعامل أجسام الفئران مع السكر وزيادة كفاءة عمل الأنسولين لديها، ما يعني ابتعادها عن إمكانية إصابتها بالسكري والسمنة كليهما معاً.
بعد انتهائهم من التجارب على فئران المختبر، أجرى الباحثون دراسة على 80 متطوعاً في هونغ كونغ تراوحت أعمارهم بين 18 و65 سنة، كانوا يعانون ارتفاع مستويات تراكم الشحوم في محيط الخصر.
ومع العلاج بالإبر الصينية المكهربة، ظهر انخفاض في مقاسات محيط الخصر لدى المتطوعين، وكذلك الحال بالنسبة إلى مستوى السكر وكفاءة عمل الأنسولين، ما أكَّد فاعلية ذلك العلاج في مكافحة السمنة.
وكذلك ينوي الباحثون إجراء مزيد من التجارب على شرائح أوسع، بهدف تأكيد النتائج التي توصلوا إليها.