أكد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، الدكتور جواد الحمد، أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تحمل تداعيات صعبة التنبؤ، نظراً لشخصيته المتقلبة وسلوكياته غير المتوقعة.
وفي حديثه لإذاعة حياة إف إم، أشار الحمد إلى أن فوز ترامب مجددًا قد يكون له تأثيرات كبيرة على عدة ملفات سياسية في المنطقة.
التوجه الأمريكي في ملف إيران
وتناول الحمد احتمال تطور العلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث أشار إلى أن الإدارة الأمريكية قد تسعى لإبرام صفقة جديدة مع طهران أو قد تزداد حدة الأزمة بين الطرفين، مضيفا أن ترامب قد يعرض شروطًا معدلة للاتفاق النووي مع إيران، وفقًا لمصالح واشنطن.
التداعيات على الأردن والقضية الفلسطينية
وفيما يخص الأردن، أوضح الحمد أن الإدارة الأمريكية تفكر جديا بحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن سواء بإضعاف دور الأردن، أو من خلال الضغط على الأردن ليكون ضاغطا على الشعب الفلسطيني لقبول صفقة القرن الجديدة، أو عبر عدم معارضته الاتفاقيات الإبراهيمية.
ورغم ذلك، يرى الحمد أن الأردن قد يضطلع بدور مهم في تخفيف التأثيرات السلبية لهذه السياسات، خاصة في ظل تزايد الاندفاع الأمريكي نحو تبني سياسات اليمين الإسرائيلي المتطرف.
ترامب وصفقة القرن الجديدة
ويرى الحمد أن ترامب سيقدم مقاربات جديدة للشرق الأوسط، ربما تشمل صفقة قرن معدلة. وأضاف أن ترامب، الذي لا يولي اهتمامًا كبيرًا لحقوق الإنسان، سيعتمد على المكاسب الاقتصادية والسياسية عند معالجة القضايا الكبرى، خاصة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
الحدود والسيادة: أفكار قد تطرحها إدارة ترامب
وتوقع الحمد أن يواجه ترامب تحديات تتعلق بالتوسع الإسرائيلي، حيث من المحتمل أن يضغط على نتنياهو لتطبيق ضم تدريجي للمناطق المحتلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة. كما تحدث عن احتمالية تعديل الحدود بين الأردن وإسرائيل، وربما إعادة النظر في اتفاقات أوسلو، أو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.
موقف الولايات المتحدة من الحرب في غزة ولبنان
وبالنسبة للحروب في غزة ولبنان، أكد الحمد أن الولايات المتحدة لم تمارس ضغوطًا جدية على إسرائيل لوقف القتال. ورغم ذلك، أشار إلى أن واشنطن يمكنها بسهولة توجيه أوامر لنتنياهو بوقف الحرب، إذا أرادت ذلك. وأضاف أن إدارة ترامب قد تضغط على الاحتلال الإسرائيلي عبر تهديدات بوقف إمدادات السلاح، في ضوء هشاشة الاحتلال وكشف ضعف قدراته العسكرية.
الشرق الأوسط في ظل التغييرات الأمريكية
وختم الحمد بالحديث عن الأولويات السياسية الأمريكية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يتفقان على أن إسرائيل ستكون حجر الزاوية في أي تسوية جديدة بالمنطقة. كما أكد على أهمية العودة إلى مفاوضات بين الفلسطينيين والعرب، مع تسوية سياسية تتضمن وقف الحرب على غزة.
وفي ختام حديثه، تساءل الحمد: لماذا لا تقوم الدول العربية بتشكيل قوة مشتركة للتدخل في غزة، حتى لو تعرضت للتهديد أو الاعتداء؟