دعا وزراء الكابينيت للتخلي عن أوهامهم وتطلعاتهم.. رئيس أركان جيش الاحتلال يصطدم بـ"حقيقة غزة".
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد، إيال زامير، كشف عن النقص في القوى البشرية القتالية في الجيش.
وحذر زامير من أن ليس كل تطلعات وطموحات السياسيين في الحكومة يمكن تحقيقها.
وذكرت الصحيفة العبرية، أن المجلس الوزاري المصغر لدى الاحتلال "الكابينت"، يعتمد فقط على المسار العسكري، وليس على مسار سياسي مكمّل، و"زامير يرفض تكرار ما حدث في الجولة السابقة، حيث تآكلت إنجازات الجيش بسبب رفض الحكومة إقرار مسار سياسي.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال يعمل ضمن خطة حددها المستوى السياسي، والتي تتضمن السيطرة على أجزاء صغيرة من قطاع غزة، بشكل أساسي لتوسيع منطقة العزل القريبة من الحدود، مع هدف متواضع مقارنة بأهداف الحرب، وهو ما يعني أن الأخيرة صعبة التحقق.
وأضافت، أن رئيس الأركان زامير يواصل اعتماد سياسة الغموض نفسها، التي تمنع تجنيد "الدعم الشعبي الإسرائيلي" للعملية العسكرية، فالصحفيون لا يُرافقون القوات في غزة لتغطية نشاطهم، الإيجازات اليومية للجمهور حول ما يجري في القطاع نادرة، والحيز الإعلامي في إسرائيل والعالم تسيطر عليه فضائح محرجة مثل حادثة قتل المسعفين الفلسطينيين ومقاطع الفيديو التي توثق وقوع مجازر بحق أطفال ونساء في غارات جوية.
وبحسب مصادر أمنية متعددة لدى الاحتلال صرحت للصحيفة، ورغم الانطباع العام، فإن زامير يطمح فعلًا إلى حسم عسكري ضد حماس عبر عملية برية كبيرة، باستخدام أساليب مختلفة قليلًا عن تلك التي استُخدمت قبل وقف إطلاق النار، مثل التطويق ونقاط تفتيش للسكان، بالتدرج، لكن احتلالًا كاملًا ومتجددًا لقطاع غزة سيستغرق، حسب تقديرات الجيش، عدة أشهر وربما سنوات، وسيتطلب إعادة تجنيد عشرات الآلاف من الجنود من بينهم احتياط.
وقالت المصادر، إن "زامير لا يزيف البيانات للمستوى السياسي، بل يطالبهم بالتخلي عن بعض أوهامهم".
وأشارت إلى أن نسبة الاستجابة الحالية لخدمة الاحتياط في الوحدات القتالية تتراوح بين 60% إلى 70% في أحسن الأحوال، وهذه النسب تُنقل كاملة لرئيس وزراء الاحتلال نتنياهو وللوزراء، إضافة إلى القلق من أن تظل هذه النسب منخفضة حتى في حال نشوب هجوم واسع. كما تُعرض للحكومة معلومات حول نسبة جاهزية الدبابات والمدرعات، ومخزون الأسلحة في حال تنفيذ هجوم على إيران، وإمكانية إشعال الجبهة الشمالية من جديد.
وأكدت أن رئيس هيئة الأركان قد اعترف على العلن بعدم إمكانية تحقيق رغبات الحكومة في غزة، قائلًا "فلماذا يستمرون بتعريض حياة الجنود والمختطفين للخطر لتحقيق هدف لا يمكن تحقيقه؟"
وأضاف "لقد آن الأوان لقول الحقيقة، استمرار الحرب لا تقربنا من تحقيق الانتصار بل تبعدنا عن إعادة الأسرى".