أسرى من غزة يُعذَّبون حتى الموت

كشف جندي في جيش الاحتلال خدم في معسكر اعتقال "سديه تيمان" عن ظروف مروعة واجهها أسرى من قطاع غزة داخل السجن، مشيرًا إلى أن المعسكر وُصف بـ"المقبرة"، حتى من قبل المسؤولين عنه، وفق ما نُقل.
جاء ذلك في مقال نُشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، كتبه جندي خدم داخل معسكر "سديه تيمان"، وشارك بشهادته ضمن تحقيق بثّته هيئة البث الإسرائيلية ضمن برنامج "الوقت الحقيقي"، الذي ركز على قضية اغتصاب أحد الأسرى، مشيرًا إلى أن التحقيق لم يُظهر الفظائع التي وقعت في "سديه تيمان".
وقال في مقاله: "معسكر سديه تيمان، كما يعلم كل من ذهب إلى هناك، هو معسكر تعذيب سادي. دخل إليه العشرات من المعتقلين أحياء، وخرجوا منه في أكياس. هناك شهادات من الحراس والأطباء والمعتقلين". وأضاف: "شاهدت الجحيم هناك".
وتابع: "رأيت معتقلًا يموت أمام عيني، كان يجلس بجوار معتقلين آخرين، وكان يغطي وجهه بقطعة قماش، وفجأة أدركنا أنه قد فارق الحياة. رأيت قائد المنشأة يجمع الطاقم ويحاول تهدئة الروتين اليومي المتمثل في الإساءات واستخدام العنف والظروف اللاإنسانية التي يُحتجز فيها السجناء. سمعته يقول: ';يخبرونني من الأعلى أنهم يسمّون سديه تيمان المقبرة';."
وواصل الجندي شهادته قائلًا: "رأيت أشخاصًا يدخلون هذه المنشأة وهم مصابون بجروح حرب، ثم يُتركون ليتضوروا جوعًا لأسابيع دون أي رعاية طبية. رأيتهم يتبولون ويتغوطون على أنفسهم لأنهم لم يُسمح لهم باستخدام الحمام. ما زلت أتذكر الرائحة حتى اليوم. كثير منهم لم يكونوا مقاتلين، بل مجرد غزيين اعتُقلوا على ذمة التحقيق، ثم أُطلق سراحهم بعد تعرضهم لانتهاكات شديدة. لا عجب أن بعضهم مات هناك، والمعجزة أن بعضهم نجا".
ورغم شهادته المفصلة التي قدمها لهيئة البث الإسرائيلية، أكد أن العديد من الوقائع لم تُعرض ضمن البرنامج الذي تناول بعض ما يجري داخل المعسكر، مما يعكس تعتيماً إعلامياً متعمداً.
وختم بالقول: "كل من خدم في سديه تيمان يعرف الحقيقة: يعرف عن التعذيب، وعن العمليات الجراحية التي تُجرى بدون تخدير، وعن الظروف الصحية المروعة. ومع ذلك، لم يُبث شيء من هذا. ما حدث هناك ليس سرًا، لكن معظم الإسرائيليين لا يعرفون شيئًا عنه، لأن وسائل الإعلام الإسرائيلية تجاهلته إلى حد كبير. الفلسطينيون يخرجون من مراكز الاحتجاز لدينا في أكياس، ومعظم من حولي لم يسمعوا بذلك حتى الآن".