مشروع نيوم.. هل يدفع العالم ثمن أحلام ابن سلمان؟

بينما تروّج السعودية لمشروع نيوم على أنه مستقبل المدن الذكية والاستدامة، يكشف خبراء ومراقبون عن كوارث بيئية وأخلاقية تهدد المنطقة والعالم، نتيجة طموحات ولي العهد محمد بن سلمان غير المحسوبة.
المشروع، الذي تبلغ كلفته أكثر من 500 مليار دولار، وُصف بأنه الأضخم في التاريخ الحديث، لكنه قد يتحوّل إلى كارثة مناخية بفعل الانبعاثات الهائلة، والتأثيرات على البيئة الصحراوية في شمال غرب المملكة.
دونالد ويبلز، الباحث في الغلاف الجوي والمستشار في المشروع نفسه، حذر من التغييرات المحتملة في أنظمة الطقس، والعواصف الرملية، ومسارات الرياح بسبب ضخامة المشروع. كما أشار إلى مخاوف من تأثير استخدام الأسمنت ومركبات الاحتراق في البنية التحتية.
لكن الأزمة تتجاوز البيئة؛ إذ أن المشروع ارتبط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، خاصة ضد قبيلة الحويطات. تقارير موثقة أكدت تهجير عشرات العائلات بالقوة، واعتقال ما لا يقل عن 47 شخصًا، بينما قُتل الناشط عبد الرحيم الحويطي برصاص الأمن بعد رفضه مغادرة أرضه.
المفارقة أن نيوم تُقدّم عالميًا كمبادرة إنقاذ للبيئة، بينما تُتهم داخليًا بتدميرها، وبتقويض حياة آلاف السكان المحليين. ويزيد الغضب الشعبي من إعلان مراجعة المشروع بسبب تراجع أسعار النفط، ما يعكس فجوة كبيرة بين الطموحات المعلنة والموارد الواقعية.
اليوم، أصبح السؤال مشروعًا: هل نيوم مشروع مستقبلي واعد؟ أم “كارثة مموّلة” تستهدف الترويج للسلطة على حساب البيئة والناس؟ وهل سيدفع سكان تبوك والعالم ثمن مجرّد حلم ملكي؟