يفرض معرض لندن الوطني، بدءاً من اليوم، إجراءات أمنيّة جديدة تشمل حظر إدخال السوائل "لحماية الزوار والموظفين والمجموعات الفنّية".
قرّر معرض لندن الوطني (ناشونال غاليري) حظر إدخال السوائل بعد تعرّض أعماله الفنّية لهجمات من قبل نشطاء، من بينها لوحة "زهور دوار الشمس" لفنسنت فان غوخ. وقد دعا المعرض زوّاره إلى جلب "أغراض محدودة" وتجنّب حمل "حقائب كبيرة". ومع ذلك، فإنّ حظر السوائل لا يشمل حليب الأطفال، أو حليب الأم المُصرّح عنه، أو الأدوية الموصوفة.
وجاء في البيان: "للأسف، لقد وصلنا الآن إلى مرحلة أُجبرنا فيها على اتخاذ هذه الإجراءات لحماية زوارنا وموظفينا ومجموعتنا الفنّية". وأشار المعرض إلى هجمات عدّة استهدفت أعمالاً فنّية منذ تموز (يوليو) 2022، بما في ذلك لوحة "عربة القش" لجون كونستابل، بالإضافة إلى "زهور دوار الشمس".
"ألحقت هذه الهجمات أضراراً مادّية بالأعمال الفنّية، وأثارت قلق الزوار والموظفين على حدّ سواء"، شرح المعرض، "وأعاقت مهمّتنا في ضمان أن تكون الفنون الرائعة متاحة للجميع في كلّ مكان ليستمتعوا بها. حدثت اثنتان من هذه الهجمات خلال الأسبوعين الماضيين، ولهذا اتّخذنا القرار الصعب والمؤسف بتغيير طريقة عملنا في المستقبل المنظور".
"السياسة خذلتنا"
في الشهر الماضي، تعرّضت نسختان من لوحة "زهور دوار الشمس" الشهيرة لفان غوخ لهجوم باستخدام الحساء، وذلك بعد أن سُجِن اثنان من نشطاء مجموعة "جست ستوب أويل" لقيامهما بعمل مشابه في عام 2022. وعلى الرغم من عدم تضرّر اللوحات، إلّا أنّ النيابة ذكرت أنّ الإطارات قد تضررت بقيمة تقدر بنحو 20 ألف جنيه إسترليني (24 ألف يورو).
وفي الأسبوع الماضي، اعتُقل شخصان بعد أن قاما بلصق صورة لأم وطفل ينزفان في غزة فوق لوحة لبيكاسو، مطالبين بحظر الأسلحة على إسرائيل.
كتبت مجموعتا "جست ستوب أويل" و"يوث ديماند" يوم الأربعاء رسالة مفتوحة إلى مجلس مديري المتاحف الوطنية، عارضتين الاجتماع معهم في المعرض لإجراء محادثات. وقالت الرسالة إنّ الاحتجاجات جزء من تقليد فخور يعود إلى حركة المطالبة بحقّ الاقتراع، وإنّ الأعمال "تتسبّب في أضرار بسيطة وتعطيل محدود" لتسليط الضوء على الاحتباس الحراري ومخاطر الوقود الأحفوري.
وقالت المجموعتان: "الفنون لم تنجح في دحض إنكار التغير المناخي. والسياسة خذلتنا. المقاومة هي خيارنا الوحيد المتبقي".