كشفت مصادر صحفية مطلعة لـ"قدس برس"، اليوم السبت، أن "4 لقاءات مباشرة عُقدت بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الدوحة الأسبوع الماضي، حيث طلب الجانب الأمريكي صفقة منفصلة (جزئية) بالإفراج عن جندي حي يحمل الجنسية الأمريكية وأربعة جثامين".
وأشارت المصادر إلى أن "حركة (حماس) وافقت على الصفقة وطلبت مقابلها إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين، ووافق الجانب الأمريكي على الإفراج عن 250 أسيرا بينهم 100 من المؤبدات والباقي من الأحكام العالية".
وأكّدت أن "قوات الاحتلال اعترضت على 50 اسما من المؤبدات، في حين وافقت (حماس) على الاعتراض على 10 بحد أقصى".
وفي اللقاء الرابع تراجع المسؤول الأمريكي، مدعيا أن "الرئيس دونالد ترامب يريد الإفراجات عن الأسرى حملة الجنسية الأمريكية دون مقابل"، وهنا وفق المصادر انفضّ اللقاء دون إتمام الصفقة.
بدوره قال الكاتب ياسين عز الدين معلقا عما ينشره الإعلام العبري عن خلافات "عميقة" بين أمريكا والاحتلال بخصوص التفاوض المباشر بين أمريكا و"حماس" في قطر، إنها "مبالغات ودراما إعلامية لا تعكس الحقيقة".
وأضاف أن "الطرفين هما الشيء نفسه، ولا يمكن لأمريكا أن تتعمد الإضرار بالاحتلال الإسرائيلي، والخلافات التي قد تحصل هي خلافات داخل الصف الواحد".
وأكد أن "القادة اليمينيين لدى الاحتلال يحبون التظاهر بأن أمريكا والغرب يتآمرون عليهم، لأن هذا جزءا من تهريجهم الإعلامي وخطاب إعلامي قديم منذ فترة الاحتلال البريطاني، يحاولون القول بأن (إسرائيل) قوية لوحدها وليست بحاجة للدعم الغربي".
ولفت إلى أن "رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يستفيد من هذا الهراء الإعلامي ليبرر تراجعه عن شروطه إن حصل اتفاق جديد، بأن أمريكا ضغطت عليه وأجبرته، وهكذا يحافظ على صورته الإعلامية أمام مؤيديه".
من جهته قال المختص في الشؤون العبرية فراس ياغي، إن "الولايات المتحدة تضغط بكل ثقلها لمحاولة التوصل إلى صفقة، سواء عبر المسار المباشر مع آدم بوهلر أمام (حماس)، أو عبر ستيف ويتكوف، الذي يُعتبر العامل الأهم في التواصل مع الوسطاء".
وأشار إلى أن "الاحتلال يواصل التأكيد على أنه يستعد لاستئناف القتال، لكن لن يكون هناك استئناف للقتال دون ضوء أخضر من الأمريكيين".
وأوضح أن "الولايات المتحدة تريد منح المزيد من الوقت لمحاولة استكمال المفاوضات، لذلك قبلت (إسرائيل) دعوة الوسطاء بدعم من الولايات المتحدة، وسترسل وفدا إلى الدوحة يوم الاثنين في مسعى لدفع المفاوضات".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم 19 كانون الثاني/يناير 2025، بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، وتتنصل قوات الاحتلال من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء العدوان.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت قوات الاحتلال مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهدد بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أميركي أوروبي ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 تشرين الأول/اكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود
.