مقالات __ كتاب __ صوت جرش
أهمّ ردّ على "بعض" الجماهير العراقية التي تطاولت بكلّ وقاحة على نشيد العلم الأردني، كان من المبدع يزن النعيمات، حين سارع فأنشد مع الفريق العراقي: "موطني موطني".
ولعلّ أهمّ الأهمّ من الردود سيكون حين نستضيف المنتخب العراقي، فتنشد وتُردّد جماهيرنا: موطني موطني، فنحن من يُقابل شذوذ الإساءة بالكرم في الاخلاق، ونتسامح حتى لو كانت الإساءة ضخمة، لأنّنا نعرف أنّها لا تمثّل العراق في حال من الأحوال.
العراق بالنسبة للأردنيين هو البوابة الشرقية للعالم العربي، وهذا ما ظلّ يردّده الراحل الحسين العظيم مع كلّ لقاء له مع الرئيس صدام، وإذا كان لنا أن نتذكّر فقد انفرد الأردن أيام الحسين بمعارضة اجتياح العراق ضمن "عاصفة الصحراء"، والأردن كان الأصل في إدانة إحتلال بغداد وذلك بقيادة طويل العمر الملك عبد الله الثاني.
يمكننا أن نعود إلى التاريخ قليلاً، لنعرف أنّ الأردن والعراق شكلاً دولة واحدة هي "الاتحاد العربي"، وإذا عدنا في التاريخ أكثر فأكثر فالأردن والعراق لم ينفصلا في حال من الأحوال، ومضادات الطيران العراقية هي التي انتشرت في مفاصلنا الاستراتيجة في أعوام الاشتباك.
التاريخ لا يكذب أهله، وصلاح الدين كان كرديا عراقيا وبنى في الأردن قلاعاً لاستعادة القُدس، وكذلك الأردن فقد مرّ جيش عمر وخالد من أرضه لنشر الدين، والحرية في العراق وما بعدها وبعد بعدها.
موطني موطني هو الذي ينبغي أن نستقبل المنتخب العراقي به، وأن نعتبر ما حصل في ستاد البصرة حدثاً عابراً، وشكرا ليزن النعيمات على ايقاظ هذه الفكرة في عقولنا، ولعلّه يمتعنا بهدف أو أكثر في مرمى الفريق العراقي يوم الثلاثاء المقبل، وهذا أقلّ الواجب، وللحديث بقية!