أطلقت مؤسسة فريدريش إيبرت ومركز الأردن الجديد للأبحاث، أمس، كتاب "الحركة العمالية الأردنية: تاريخ مصور" للباحث هاني الحوراني، خلال حفل أقيم في قاعة "وجدان فضاء فني" بالمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، برعاية الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن، وحضور حشد من النقابيين والمهتمين بالشأن الثقافي والعمالي.
وتضمن الحفل، افتتاح معرض الصور الفوتوغرافية: "انت لست وحدك"، الذي يعرض مختارات من الصور التي تؤرخ لنشأة وتطور الحركة العمالية الأردنية خلال مئة عام، ويستمر حتى مساء السبت، الموافق 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
وقال نائب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الأردن خالد أبو مرجوب، خلال الافتتاح مندوبا عن رئيس الاتحاد خالد الفناطسة، " إننا اليوم أمام كتاب برؤية جديدة تتضمن سردا تاريخيا مصحوبا بصور نادرة لمراحل بناء النقابات العمالية ومراحل تعزيز الدولة وتطور المجتمع. وقد وجب علينا الاعتراف بأن هذا المنتج الفريد أخذنا لزمان مضى، وأعاد ذكريات نريدها أن تستمر حاضرة بيننا، وتكون منارة لأجيال نقابية قادمة"، مشيدا بدور مؤسسة فريدريش إيبرت في دعم الكتاب، ومثمنا جهود مركز الأردن الجديد في البحث والتقصي عن التراث النقابي.
وأضاف أبو مرجوب، أنّ هذا المنجز القيم يدفعنا لإعادة الذاكرة لأعوام انقضت، واستذكار أجيال عمالية ساهمت في تشكيل نواة اتحاد العمال وأسست لنقابات عمالية ما تزال فاعلة حتى اليوم، موضحا أنّ الاتحاد، وانطلاقا من سياسة الإصلاح الشامل التي ينتهجها، سيقوم بجمع تاريخ الحركة العمالية والنقابية، وإنشاء مكتبة عمالية شاملة وحديثة توثق لهذا التاريخ، وتمكن الباحثين والمهتمين من الاطلاع على إسهامات العمال في تاريخ الأردن السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
من جهته، قال المدير المقيم لمؤسسة فرديدتش إيبرت، سفن شفيرزنسكي، إنّ الكتاب يحكي قصة أجيال من القادة النقابيين والعمال ممن ناضلوا من أجل حقوقهم، وكان لهم بصمات واضحة في الحركة العمالية الأردنية، الأمر الذي يجعلنا ننظر إلى الكتاب وفق منظور مختلف، إذ أنه ليس نافذة إلى الماضي؛ بل مصدر إلهام إلى المستقبل كي نتحرك معا إلى الأمام في البناء على هذا التاريخ الحافل وتحقيق مزيد من الانجازات.
بدوره، قال الحوراني، إنّ الكتاب يقدم سرداً بصرياً لمسيرة الحركة العمالية الأردنية، بدءً من ظهور العمل المأجور في الأردن في أواخر العهد العثماني، مرورًا بمحاولات التنظيم العمالي والنقابي خلال عهد إمارة شرق الأردن والانتداب البريطاني، وصولًا إلى القفزة الكبيرة في الخمسينيات، التي شهدت تأسيس أولى النقابات العمالية وتشكيل الاتحاد العام لنقابات العمال.
وأوضح، أنّ أهم ما يُميز الكتاب عن الأعمال المنشورة سابقاً، تقديمه سردًا يعتمد على المواد البصرية، وخاصة الصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى توثيق الرسوم والشارات والرموز التي ميزت مطبوعات المنظمات النقابية في الأردن، حيث يبرز هذا النهج الغنى الكبير لتجربة الحركة العمالية الأردنية والجهود التي بُذلت في مختلف مراحل نضالها.
وخلال حفل الإطلاق، قدم كلا من أستاذ الفنون في جامعة اليرموك د. خالد الحمزة، وأستاذ الفنون في الجامعة الأردنية د. مازن عصفور، عرضا حول العلاقة بين الفن من جهة وقيمة العمل ونضال العمال من جهة أخرى، في التراث الفني العالمي والعربي، وذلك من خلال استعراض لوحات متنوعة تحاكي عصورا مختلفة عبر التاريخ الانساني.
ويتوزع الكتاب على (12) فصلاً، يصف كل منها سمات تطور الحركة العمالية الأردنية، كما يضم حوالي (140) صورة فوتوغرافية ومادة بصرية. ويقع في (187) صفحة من القطع الكبير (24 × 28 سـم)، وقد نشر بدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت.