أرسلت لوحة جورج واشنطن المعروضة في السفارة الأميركية في باريس، إلى قصر فرساي لإجراء ترميم دقيق، تهدف إلى إصلاح أخطاء الترميم السابقة، بما في ذلك إعادة رسم وجه واشنطن بطريقة غير متقنة. ومن المتوقّع أن يكتمل العمل بحلول الصيف، وعندها ستعود لوحة "واشنطن في برينستون" (1779) إلى مقر إقامة السفير ببهائها المعهود.
يُعدّ الترميم جزءاً من تعاون بين وزارة الخارجية الأميركية ومركز البحث والترميم التابع للمتحف الفرنسي (C2RMF)، مما يضمن الحفاظ على الرؤية الأصلية للفنان تشارلز ويلسون بيل. وأكّد بيان صحافي دور المشروع في تعزيز التعاون الدولي في الحفاظ على التراث الثقافي.
اللوحة التي كانت تُنسب في البداية إلى تشارلز ويلسون بيل، ولكن كان يُشتبه في كونها نسخة، تأكّدت أصالتها في عام 2022 بعد أن كشفت عملية تنظيف عام 2015 عن أدلة حاسمة. اتّبع الرسّام أسلوب "العظمة" لتصوير واشنطن بعد معركة برينستون، وكانت واحدة من نسخ عدّة أهديت إلى الشخصيات الأوروبية البارزة. وبينما بقيت النسخة الأصلية في أكاديمية بنسلفانيا للفنون الجميلة، بيعت نسخة أخرى في مزاد كريستي بمبلغ 21,3 مليون دولار في عام 2006.
لهذه اللوحة تاريخ درامي. كانت موجّهة كهدية ديبلوماسية إلى هولندا في عام 1780، لكنّ البحرية الملكية البريطانية استولت عليها في البحر، وسُجن المبعوث المصاحب لها هنري لورانس في برج لندن. بقيت اللوحة في إنكلترا لأكثر من قرن حتى بيعت في مزاد سوذبي في عام 1946، لتعود بعد ذلك إلى أوروبا تحت ملكية الوريثة كارولين ر. فولك، والتي أوصت بها إلى وزارة الخارجية الأميركية، مما ضَمَنَ مكانها في مقر إقامة السفير في باريس منذ عام 1981.
أدّى كبير أمناء متحف اللوفر غيوم فارولت دوراً محوريّاً في تأكيد رسم بيل للوحة. وقارنت التحليلات العلمية القماش والأصباغ مع الأعمال المعروفة لبيل، ممّا ترك شكوكاً قليلة حول أصالتها، وأدّى إلى ارتفاع قيمتها من 1,2 مليون دولار في عام 1988 إلى 22 مليون دولار اليوم.
ومع ذلك، فقد كشفت عملية الترميم نفسها التي أكّدت أصالتها عن محاولات الترميم الفاشلة السابقة، التي يتم تصحيحها الآن في فرساي. وحتى عودتها، قام المتحف الوطني لقصر فرساي بإعارة نسخة لتشغل مكانها المعتاد في صالون لويس السادس عشر.