جوزيف عون ، رئيس ، جمهورية
كاتيا سعد - الامارات
أمنيتي ولو لعهد جمهوري واحد أن يكون لنا "رئيس دولة"، نفتخر بأعماله لا باسمه؛ نعدّد ما قدّمه للبلد لا ما دفعه للعودة إلى الوراء؛ نحيّي أداءه تجاه شعبه لا مصلحته وعائلته؛ ندعو له بالخير لاعتلائه الكرسي الرئاسي ولا نستمع إلى من يدعو عليه؛ نتمثّل بعهده ولا نتحسّر على من كان قبله؛ وأن نقول ذهب السيئ فأتى الأفضل... فهل يتحقق ذلك مع القائد العماد "جوزيف عون"؟! أم أنّ هذه الأمنية التي أطلقت مع تولّي العماد ميشال عون للرئاسة، وأسقطت لبنان إلى "سابع أرض" وأدخلت الشعب إلى "الجحيم"، ستضعنا أمام السيناريو نفسه والشعار "ما خلونا؟
عون" الجديد"
مع الأسف، إن التفاؤل الذي يرافق انتخاب عون، لم يمنع هذا التفكير السوداوي بعض الشيء. ربما هو أمر طبيعي، نسبة للرئاسات السابقة، فما من عهد "فشّلنا خلقنا"، بل العكس كان يكتم على نفس الشعب واقتصاده وأمنه. واليوم لبنان واللبنانيون يأملو بـ"عون" جديد يكون عوناً للبنان، ونهضة حقيقية تنفض عنّا ولو جزءاً من المعاناة الإنسانية والانهيار الاقتصادي والفلتان الأمني. نحن نؤمن بأن "عون" عن "عون" يفرق.
على عهدك يا "عون" الجديد، نتطلّع الى لبنان جديد على كل الأصعدة، نتطلّع إلى لبنان الفرص كي نتمكّن نحن أيضاً كمغتربين يرغبون بالعودة أن نعود. نتطلّع الى "عالم سياسي" متحضّر، وطاقم سياسي فيه من الرقيّ ما يكفي والأخلاقية في التعامل تكون سيدة الموقف. فمن تابع جلسة مجلس النواب، لانتخاب رئيس الجمهورية، يرى أنّ تراشق الكلمات البذيئة و"المسبّات" والتعرض للآخر بشرفه وأخلاقيته، هو ليس بالتحضّر ولا يليق بشخصيات سياسية يُفترض أنها وجه البلد ومن تمثله في الداخل والخارج.
فهل سنشهد غداً على لقاءات وجلسات سياسية من هذا النوع، عملاً بالمثل الشائع "الكتاب باين من عنوانه"؟ أم بالفعل على عهد الرئيس الجديد، ستُقلب الطاولة رأسا على عقب؟
عذراً منك جوزيف عون!
عذراً منك أيها الرئيس الجديد!
عذراً على القسوة المسبقة والنظرة التشاؤمية... لكنك أدرى وبحكم موقعك، ما كانت عليه الحال، وأنت تعرف لبّ الحقيقة وليس فقط ظاهرها.
عذراً لأنك ستحمل في أجندتك مصائب، لم تكن في الحسبان.
عذراً لأن مسؤوليتك، ليس أن تستثمر في الإنجازات المحقّقة حتى اليوم والإضافة إليها، بل في خلق فرص جديدة لتحقيق إنجازات.
سنسلّم جدلاً بأن النية موجودة، ولديك المؤهلات لذلك، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل سيُفسح لك المجال من أجل أن تتحول النية إلى واقع؟
وإن كان الأمر شبه مستحيل، لكن "على أمل" تبقى هي سيدة الموقف... اليوم نحن نهلّل لك لأننا نؤمن بقدرتك، نثق بإمكانيتك ونعوّل على استراتيجياتك، لكن ماذا عن الغد؟