الانتحار يفتك بجنود إسرائيل العائدين من جحيم غزة!

تفاقمت أزمة الانتحار داخل جيش الاحتلال الإسرائيلي لتتحول من حالات فردية إلى ظاهرة صادمة. ففي عام 2024 وحده، انتحر 21 جنديًا، معظمهم من جنود الاحتياط الذين شاركوا في عدوان غزة، بحسب ما كشفه موقع “شومريم” العبري. التقرير وصف الرقم بأنه الأعلى منذ أكثر من عشر سنوات، رغم محاولات المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التقليل من حجم الكارثة.
القيادة العسكرية قالت إن العدد “ليس مرتفعًا”، بالنظر إلى “تضاعف عدد المجندين”، إلا أن خبراء نفسيين ومسؤولين سابقين حذروا من موجة قادمة أشد خطورة، مشيرين إلى أن “الجنود العائدين من القتال في غزة هم قنابل موقوتة تتجول في الشوارع”، ويعانون من اضطرابات نفسية حادة وأعراض ما بعد الصدمة.
أسر بعض الجنود المنتحرين أوضحت أن أبناءهم عادوا من غزة أشباحًا، لا يتحدثون كثيرًا، يعانون من كوابيس وصراخ مفاجئ، وبعضهم يختفي لساعات دون تفسير. في المقابل، تتجاهل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هذه التحذيرات، وتكتفي بالحديث عن “معايير التقييم” دون اتخاذ خطوات فعلية للعلاج والدعم النفسي.
مع تصاعد العدوان على غزة، وعودة آلاف الجنود إلى حياتهم المدنية دون تأهيل نفسي، يرى مراقبون أن أزمة الانتحار في الجيش الإسرائيلي ستتفاقم خلال الأشهر المقبلة، وقد تكون لها تداعيات خطيرة على بنية الجيش ومستوى جهوزيته.
“جيش لا يُقهر؟”.. العبارة التي لطالما روّجت لها إسرائيل تنهار اليوم أمام واقع قاتم من الصمت، والانهيارات النفسية، والموت الطوعي الذي يفتك بجنود الاحتلال بعيدًا عن ساحات القتال.