البنك المركزي يثبت أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية كافة نفاع يهنئ غوشة بفوزه بمنصب نقيب المهندسين العفيشات يهنئ النسيب د. علي الخبايبة بالمولودة "آمنة" الدكتورة خالدة العساف .. الف مبارك هل تجاوزتِ الخمسين؟... هكذا تحمين نفسك من التوتر المزمن الربيع ليس أزهاراً وخضرة فقط... إحذروا فيروساته! إيصالات الشراء خطيرة على الصحة... كيف؟ أثر جانبي تجهلونه لشاي ماتشا! صقر أبو فخر والحرب الأهلية اللبنانية: تاريخ مختلف كتاب سياسي للجزائري الفرنسي كمال داود: "من أنصار التعدد والاختلاف" معرض في متحف نابو يدعونا كي نتعلم من التاريخ أرشيف الفاتيكان... حيث يتمركز التاريخ رئيس «مايكروسوفت» يدعو لاستلهام نموذج أبوظبي المتقدم في الذكاء الاصطناعي توقعات فصلية ضعيفة من شركة "أرم" مع إضافات مميّزة... إليكم موعد إصدار "GTA 6" أداة ذكاء اصطناعي تحدد العمر البيولوجي رئيسة "إنستاكارت" تنضم إلى مجلس إدارة "أوبن إيه آي" في دور محوري خدعة "مرحباً أمي"... القناع الجديد لسرقة أموالك عبر "واتساب" الشيخة موزة تُغيّر أسلوب التوربان في إطلالتها الجديدة للوك عصري نجوى كرم بتصاميم خالدة
+
أأ
-

حين يصمت الدين وتتكلم الجماعة

{title}
صوت جرش الإخباري

العربي الحميدي  - المغرب 

 

 

كان الدين، في بداياته، يشبه صمت الصحراء، وحفيف سعف النخل.
 

 

كان همسا خافتاً يسكن الظلال،
لا يفرض نفسه، بل يوقظ في الإنسان أسئلته الأولى.
كان لحظة صفاء، لا تحتاج إلى تبرير.
لكن شيئاً ما تغيّر...
ظهرت "التقية" قناعاً،
وأصبح الإيمان يُقال بلسانٍ مزدوج،
بين نيات غامضة وأفعال مشوشة.
صار الدين يُستخدم لا ليرفع الإنسان،
بل ليُجمّل رغباته ويبرر طقوس استهلاكه.
أصبح بعض الموردين يُصلّون،
لكن قلوبهم معلّقة بالمقامات،
أيديهم مرفوعة بالدعاء،
لكن عقولهم تراجع نسب الأرباح،
وتفكر في خطط التسويق.
الصلاة هنا مجرّد حركة،
والنية تحوّلت إلى منتج.
اللذة الدينية
هي الوثن الجديد.
تعبّر عن نفسها في الصور،
في الإعجابات،
في الأجساد التي نُزعت منها المعاني،
في اللِّحى والأفكار التي تعلّمت أن تتكلم بلغة الإعلانات، لا التأمل.
أما الدين،
فقد أصبح عند البعض بطاقة عبور إلى حفلة التنميط،
يُباع كمنتج روحي،
تُحرق بخوره في معبد اسمه "رضا الجماعة".
من الذي سرق التأمل من المصلّين؟
من زرع السوق في المساجد؟
لكنّي
أؤمن بأن للدين لحظةً أخرى،
تبدأ حين يرحل الضجيج،
حين تنطفئ أضواء الشهرة،
وينهار المسرح.
في تلك اللحظة،
يمشي الدين وحده،
حافيًا كالحقيقة،
دامياً كالحب،
عارياً كالنور،
ويبقى.
المرأة كانت صلاة.
لم تكن نصّاً يُتلى، بل سرّاً يُهمس.
كان جسدها يعرف النور قبل أن يُرى،
وكان صوتها يحمل الحكمة قبل أن يُسمع.
لكن حين لبست الجماعة قناع اللذة،
لم ترَ فيها كياناً، بل فرصة.
صارت المرأة مناسبة، لا شخصاً.
غنيمة، لا تجربة.
قالوا: كوني طاهرة،
ثم جعلوا من جسدها ساحة معركة،
بين وعظٍ فجّ وإثارة.
عندما يُكتب الدين بجسد المرأة،
يصبح سيفاً.
لكن حين تصبح المرأة "سورة"،
دون أن تراها عيون السوق،
ودون أن تُحاصرها شهية الجمهور،
تستعيد صورتها الأولى،
الصورة التي سبقت الحرف،
والتي يتعذّر على الجميع تسليعها.
فليرجع الدين إلى حيث وُلد،
في رحم الصمت،
في عيون النساء الباكيات في الزوايا،
في أنفاس الخائفات من الخطايا،
وفي قلوب من لم يجدن مرآتهن في النص،
لكنهن وجدن في وحدتهن… الإيمان.