روي عبد الصّمد
الصّفّ الثّامن الأساسيّ-القسم الفرنسيّ
شوف ناشيونال كولدج-بعقلين-الشّوف
الحياة مستمرّة عبر الأجيال، وكلّ ولادة جديدة هي امتداد لرحلة الإنسان على هذه الأرض. ومن بين أعظم المعجزات الّتي تمنح للحياة معنى أعمق، هي الأمومة، حيث يصبح الحبّ مسؤوليّة، والانتظار فرحًا، واللّحظات الصّغيرة ذكريات خالدة.
في ليلة هادئة من ليالي الشّتاء، جلست ليلى في غرفة المستشفى، تشعر بمزيج من التّرقّب والفرح. منذ تسعة أشهر وهي تنتظر هذه اللّحظة بشغف، واليوم قد حان وقت استقبال مولودها الأوّل.
كانت عقارب السّاعة تتحرّك ببطء، وكأنّ الزّمن قد توقّف انتظارًا لهذه المعجزة. زوجها "أحمد" كان يمسك بيدها، يحاول أن يخفِّفَ عنها الألم، بينما كانت أصوات الأجهزة الطّبّيّة تملأ الغرفة. نظر إليها بحنان قائلاً: "قريبًا سنرى طفلنا لأوّل مرّة، اصبري يا حبيبتي."
مرّت السّاعات ببطء، ثمّ أخيرًا، اخترقت صرخة صغيرة سكون الغرفة. انهمرت دموع الفرح من عينَي "ليلى" عندما وضعت الممرّضة صغيرها بين ذراعَيْها. كان دافئًا، وملامحه تشبه والده تمامًا. نظرت إليه بحنان وهمست: "أهلًا بك في عالمنا، يا صغيري."
وهكذا، مع كلّ ولادة جديدة، تستمرّ الحياة، وينبض الأمل في القلوب. فالأمومة ليست مجرّد تجربة، بل هي قصّة حبّ تبدأ قبل اللّقاء، وتستمرّ مدى الحياة. إنّها معجزة تُضيء الدّروب، وتجعل المستقبل أكثر إشراقًا، حيث ينمو الصّغير ليحمل رسالة الحياة إلى الأجيال القادمة.