تخسر عندما تعتدُّ بنفسك فلا ترى بإصبع عينَيك ما تجنيه يداك
تخسر عندما تُظهر أكثر مما تُبطن
تخسر عندما يتعاظم الكبرياء ويتخاذل المنطق
تخسر عندما تموت المحبة لتفرّخ البغضاء
عندما تقتل اليتيم وتسلب الأبرياء
عندما تعدم الفقير لخطيئة الأنبياء
عندما تجبر العيون الدامعة على استثارة البكاء
تخسر عندما تظن أن البطش قوة
وأن سيف العدل لن يعيد حق الضعفاء
تخسر عندما تلعن خالق العباد
ومن ولّاهم ومن أعطاهم ومن برّاهم
عندما تمسح الأرض بخطيئة سواهم
عندما تلعن من حواهم وهداهم
عندما تحسب أن لا حساب قادم
وأنك رب من أرباب العباد
عندما تخذلك الشفقة وتلعنك الرحمة وتيأس منك المحبة
الويل لك ساعتئذ من غضب الثكالى
من لعنة الأيتام في البيوت
من صدقة لم تعرف قلبك السكوت
من مرض يأتيك من رب العظمة
أو سوط يرميك من دجى الديّان
أو ظلماً وغدراً يعود لك من إنسان
غدرته يوماً
اللعنة ستحلّ على محياك
وستذيقك هول الأيام
ويتم في أحشائك كما فعلت بضحاياك
وإن تركك رب المصير
غارقاً في لجة المصير
ستموت من أرق لا يترك هداك لناظريك
ومن ندم ينخر في أصيل شوكتيك الدماغ والقلب
ستكون بلعنة الأجيال
وخلقها سوء التقدير
من ذرى أعمال ترقى لجرم المصير
بحق أجيال
من عمق الضمير
أجدادك لُعنوا فتاهواعن الجبال
وفوق في لجة المحال
وترحموا واعترفوا وحنّوا
فما ترأّف بهم رب الفقير
ولا السيد الغفور
تدور في الأرض بحثاً عن مسكن
في ضوء العتمة
والصمت الثقيل
ستبحث عن وجه شفقة
لن تراها وبئس المصير ...