محمد سعيد حميد – اليمن
استيقظي باكراً أيتها الأحلام
أغسلي روحك بياسمين الشامَ
قد أينع الأنين المكبل في حناجرنا
فجراً يعانق شمس الأحرار
إرتدِي الضوء وزغردي يا شام
فكل الحروف بك تنتشي طربا
عهدك بالفرح عمره ما خابا
هذي دمشقُ أعرفها يا أحبابا
عرفتها من قاسيون يتلألأ فوق هاماتنا
من سرب حمام وشقشقة عصافيرها
من فستان أعراس صبية غنجا
من بنفسج وياسمين ملأ السماء
على صهوة الحب أقبل إليك معاتبا
أتقبل يا شام العتابا؟!
لِمَ التجهم وما بدأت العتابا؟
لِمَ فرشت أفئدة الأطفال للطغاة جسوراً؟
وذهبت تتغنى بالأمجاد
لِمَ يا بسمة العمر تركت بردى يدمى؟
وذهبت تصقل سيفك على رقابنا
أدمنت في إرواء الدخيل من دمائنا
والحزن عربد فيك ذهاباً وإيابا
فإن قهْرُكَ لملم أسماله وولى
فتريث ولا تقل للعهر أهلا
بل قل لأطياف أشبالك أهلاً
لِمَ صرت للغزاة جسراً سهلا ؟!
وتخشى يا شام العتابا
خدعوك وباعوك في نشوة النصر جزافا
والناس في ريبة وفي فرحٍ وسكارى
آهٍ من توجسي، وما تخفيه الأياما
أيضيع الشام وما حسبنا للقبح حسابا؟
أيثخن قاسيون بالجراح وما أقمنا القياما؟
الظالم الملعون كان للخبز مغتصبا
والشعب المغلوب بات متهما
لم يبق فيه دم يروي به الأمجادا
ولا حبراً لعرش الشعر يرفعه
ولا منصفاً يحميه من جبار
ما للطغاة يبترون أوصالنا؟!
ودمنا أروى التراب زلالا
الطامعون بأرضنا على مشارفها
وشيطانهم بيننا يزرع الخلافا
طغاة رأوا في السراديب ملاذا
والشعب إن فاق يصهر الجبالا
ترى الحاكم الظالم يصير نعامة
يخشى دجاجة إذا نفشت أرياشا
ويفر من خترشة الجرادة أميالا
فكيف إذا دقت باب سلطانه قبضات الأحرار ؟!
من يطفئ شمس أحلام الكبار
يجهل أن المجد وليد الأحلام
وطبع الأحلام قد فجرت للحرية أبوابا
فدع الحرف يطفئ الجروح والآلاما
ما ماتت أحرفنا ولا ماتت لنا أحلاما
رغم ما أبتلي الوطن بجحافل الكلاب
عجباً لأمة تستبدل غازٍ بآخر وكلها فخر
عجباً لأمة يجري فيروس الطوائف في دمها
تنادي لنجدتها ضباعاً وذئابا
تدَّعي النصر وتملأ شوارعنا ابتهاجا
وتلعق حذاة العم سام، وتملأ السماء ابتساما
لا ترى في هزائمها إلا فرجاً وانتصارا
للعقل فينا ألف معضلة
تعصف به رياح الفتاوى
وتخر على أقدامها أوطان
فهل يبلغ السماء حكيماً
غارق بالوحل ليلاً ونهارا
لنا في القُدس علماً
بكت من أوجاعه الغابات والأنهارا
لبت نداء نجدته شعوب الأرض قاطبةً
وغابت أمة العرب والإسلام
فهل لازالت قبلتنا نحوه؟
أم صار في خبر كانَ؟